قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٦
الموضع الذي تناهت به المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه " سليمان بن جرير " فحقدها على هشام.
قال: ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام: إنا قد أعرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن إن رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس من الإمام وأن الإمامة في آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيرهم، قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيسكت المناظرة والخصومة، فقال: إن اعترض معترض قبل أن يبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها إلى فراغك ولا يقطع عليك كلامك؛ فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال - واختصرنا منه موضع الحاجة - فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس الإمام، قال يحيى لسليمان بن جرير: سل أبا محمد عن شيء من هذا الباب، قال سليمان لهشام: أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة؟ فقال هشام: نعم، قال: فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه؟ فقال هشام: لا يأمرني، قال: ولم إذا كانت طاعته مفروضة عليك وعليك أن تطيعه؟ فقال هشام: عد عن هذا فقد تبين منه الجواب؛ قال سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟ فقال هشام: ويحك! لم أقل لك: إني لا أطيعه فتقول: إن طاعته مفروضة، إنما قلت لك: لا يأمرني، قال سليمان: ليس أسألك إلا على سبيل سلطان الجدل، ليس على الواجب أنه لا يأمرك، فقال هشام: كم تحوم حول الحمى! هل هو إلا أن أقول لك: إن أمرني فعلت فتنقطع أقبح الانقطاع ولا يكون عندك زيادة؟ وأنا أعلم بما يجب قولي وما إليه يؤول جوابي. قال: فتغير وجه هارون، وقال هارون: قد أفصح! وقام الناس واغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن.
قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيى: " شد يدك بهذا وأصحابه " وبعث إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب، وإنما
(٥٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 ... » »»