قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٧
بمكة ثوبين سعيديين أحدهما لابني فلم أصب بمكة منها شيئا على نحو ما أردت، فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت على الرضا (عليه السلام) فلما ودعته دعا بثوبين سعيديين على عمل الموشى الذي كنت طلبته، فدفعهما إلي " (1) فموردها أيام كون الرضا (عليه السلام) بالمدينة، وذاك الوقت كان مستقيما. كما أن خبر الكشي الأول كان في زمن الكاظم (عليه السلام) قبل زيغه، مع أنه أعم.
وبالجملة: الأخبار من الكشي والكافي والعيون والقرب وغيرها متفقة على ذمه، كما عرفت.
ومنها مضافا إلى ما مر ما رواه الكشي في هشام بن الحكم - الآتي - ذكر الرضا (عليه السلام) العباسي فقال: " هو من غلمان أبي الحرث - يعني يونس بن عبد الرحمن - وأبو الحرث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق " (2) وعدم العمل به في هشام ويونس - كخبره الثاني مما مر في يونس - لا يمنع من العمل بهما فيه، ولعل ذكرهما كان جدلا، حيث إن الخصم يقول بذمهما.
والظاهر أن ابن الغضائري استند في قوله: " صاحب يونس " إلى الخبرين، لكن عرفت عدم العمل بهما بالنسبة إلى يونس؛ ولو كان وصفه ب‍ " صاحب الفضل بن سهل " كما عرفته من خبري العيون في عنوانه بلفظ " هشام بن إبراهيم الراشدي " كان أولى.
ثم تحريف خبر الكشي الثالث " لعن الله العباسي فإنه زنديق وصاحبه يونس، فإنهما يقولان بالحسن والحسين " لا يخفى. والظاهر أن قوله: " بالحسن والحسين " محرف " بالنور والظلمة " أو " بالتزندق " كما لا يخفى.
كما أن خبره الأخير " كان من الشيعة فطلبه فكتب كتب الزيدية وكتب إثبات إمامة العباس " أيضا تحريفه لا يخفى، فهل كان المخالف للعباسية من اليوم الأول إلا الزيدية؟ وإنما " الزيدية " محرف " الراوندية " فإن الراوندية هم القائلون بإمامة

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 220 باب 47 ح 36.
(2) الكشي: 278.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»