قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٧
أراد يحيى أن يهرب هشام فيموت مختفيا ما دام لهارون سلطان. قال: ثم صار هشام إلى الكوفة وهو بعقب علته ومات في دار ابن شرف بالكوفة، رحمه الله.
قال فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون، فقال النوفلي: ترى هشاما ما استطاع أن يعتل؟ فقال ابن ميثم: بأي شيء يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال: يعتل بأن يقول:
الشرط علي في إمامته ألا يدعو أحدا إلى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بإمام، وطلبت من أهل هذا البيت من لا يقول إنه يخرج، ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم أنه صادق، فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة ومتى كان هذا في عقد الإمامة؟ إنما يروى هذا في صفة القائم (عليه السلام) وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم يفصح بهذا الذي قد شرطته أنت، إنما قال: إن أمرني المفروض الطاعة بعد علي (عليه السلام) فعلت، ولم يسم فلان دون فلان، كما تقول: إن قال لي طلبت غيره، فلو قال هارون له - وكان المناظر له -: من المفروض الطاعة؟ فقال له: أنت، لم يكن أن يقول له: فإن أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به! قال: ثم قال علي بن إسماعيل الميثمي: إنا لله وإنا إليه راجعون! على ما يمضي من العلم أن قتل، ولقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا.
وعن العياشي، عن جبرئيل بن أحمد الفاريابي، عن العبدي، عن يونس قال:
قلت لهشام: إنهم يزعمون أن أبا الحسن (عليه السلام) بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فأبيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف سبب هذا؟
وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أولا؟ وهل تكلمت بعد نهيه إياك؟ فقال هشام:
إنه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الأهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح، فقال: إن ابن
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»