قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٣
انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة - ويقال: إن في هذه السنة مات - له كتاب يرويه جماعة (إلى أن قال) وأما مولده فقد قلنا الكوفة، ومنشأه واسط، وتجارته بغداد، ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح؛ وروى هشام عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام) وكان ثقة في الروايات، حسن التحقيق بهذا الأمر.
وقال الكشي: روي عن عمر بن يزيد: وكان ابن أخي " هشام " يذهب في الدين مذاهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن أدخله على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنته في إدخال هشام عليه، فأذن لي، فقمت من عنده وخطيت خطوات، فذكرت رداءته وخبثه فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثته رداءته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمر تتخوف علي؟ فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا إلى هشام، فسألته تأخير دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه، فبادر هشام فاستأذن ودخل، فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله (عليه السلام) عن مسألة، فحار فيها هشام وبقي، فسأله هشام أن يؤجله فيها، فأجله أبو عبد الله (عليه السلام) فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أياما فلم يقف عليه، فرجع إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبره أبو عبد الله (عليه السلام) بها؛ وسأله عن مسائل أخرى فيها فساد أصله وعقد مذهبه؛ فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال: فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي، قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستأذن له على أبي عبد الله (عليه السلام) ثالثا، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا إن شاء الله إذا راح إليها.
فقال عمر: فخرجت إلى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك واستبشر وسبقه إلى الموضع الذي سماه، ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما، فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله (عليه السلام) إلى الموضع الذي كان سماه له، فبينا هو إذا بأبي عبد الله (عليه السلام) قد أقبل على بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني هالني منظره وأرعبني، حتى بقيت لا أجد شيئا أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»