قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٤
مناطقته، ووقف علي أبو عبد الله (عليه السلام) مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني إلا تهيبا وتحيرا! فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك في الحيرة، وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن إلا من قبل الله عزوجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل. قال عمر: فانصرف هشام إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) كلهم والحمد لله.
قال: واعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة بالأطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فجاءوا بهم إليه فأدخل عليه جماعة من الأطباء، فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشيء سأله فقال: يا هذا هل وقفت على علتي؟
فمن بين قائل يقول: لا، ومن قائل يقول: نعم، فإن استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول: علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي فزع القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه، ففزع قلبه ذلك حتى مات، رحمه الله.
وعن أبي الحسن أحمد بن محمد الخالدي، عن محمد بن همام البغدادي أبي علي، عن إسحاق بن أحمد النخعي، عن أبي حفص الحداد وغيره، عن يونس قال: كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة وأحب أن يغري به هارون ونصرته على القتل قال: وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد في إرث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنقل إلى هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيى يسترق أمره عند هارون، ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من ايذائه، فكان ميل هارون إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام، فشنعه عنده وقال له: إني قد استنبطت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله! قال: نعم وأنه لو أمره بالخروج لخرج، وإنما كنا نرى أنه يرى الألباد بالأرض. فقال هارون ليحيى: أجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»