قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٢
وكذا، فيقول لي: قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه، فهذا الكلام من أين؟ فقال: يحتج الله على خلقه بحجة لا يكون عنده جميع ما يحتاجون إليه.
وعن محمد بن سعيد بن يزيد الكشي، ومحمد بن أبي عوف البخاري، عن أبي علي المحمودي، عن أبيه، عن يونس أن هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الصادقين صلوات الله عليهم حسب منازلهم عندك، فتقبل ذلك كله مني وأعطني من جزيل جزائك به حسب ما أنت أهله.
وعن علي بن محمد بن قتيبة، عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر، قال النظام لهشام بن الحكم: إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال يبقون كذلك، فقال هشام: إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقى بلا مبق وليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا الأبد، قال: ما يصيرون؟ قال:
يدركهم الخمول، قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟ قال: نعم، قال: فإن اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الأبد؟ قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو أن رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار، ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمول ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبا؟ قال: هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل أن يكون قوما قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان يموتهم فيها يا جاهل.
وعن العياشي، عن علي بن محمد بن يزيد القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم (1)، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس ابن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) وجماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن، فأذن له فلما دخل سلم، فأمره

(1) كذا، وفي النسخ: قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم...
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»