والباطل وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة.
وبهذا الإسناد عن فضيل الرسان، قال: حدثني أبو عمرو، عن حذيفة بن أسيد، قال: سمعت أبا ذر يقول وهو متعلق بحلقة باب الكعبة أنا جندب بن جنادة لمن عرفني، وأنا أبو ذر، لمن لم يعرفني، إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قاتلني في الأولى وفي الثانية، فهو في الثالثة من شيعة الدجال، إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لجة البحر، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق الأهل بلغت؟
جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال حدثني أبي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: أرسل عثمان إلي أبي ذر موليين له، ومعهما مائنا دينار، فقال لهما: انطلقا إلى أبي ذر فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام، ويقول لك هذه مائتا دينار، فاستعن بها على ما نابك، فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا لا قال: فإنما أنا رجل من المسلمين، فيسعني ما يسع المسلمين، قالا له: إنه يقول:
هذا من صلب مالي، وبالله الذي لا إله إلا هو، ما خالطها حرام، ولا بعث بها إليك إلا من حلال، فقال: لا حاجة لي فيها، وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس، فقالا له: عافاك الله وأصلحك، ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما تستمتع به، فقال: بلى، تحت هذا الاكاف الذي ترون رغيفا شعير، قد أتى عليهما أيام، فما أصنع بهذه الدنانير، لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير، وقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعترته الهادين المهديين، الراضين المرضيين، الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: فإنه لقبيح بالشيخ، أن يكون كذابا، فرداها عليه، وأعلماه أنه (يقول) لا: حاجة لي فيها ولا فيما عنده، حتى ألقي الله ربي، فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه.