ولم يحظ من سيدنا المؤلف - قدس سره - النظرة الثانية ليخرج إلى المبيضة الامر الذي يفسر لنا: الاقتضاب - أحيانا - فيما يحتاج إلى توفية وإشباع وإهمال بعض ما يحتاج إلى الذكر.
ومع ذلك كله، فالكتاب - على اختصاره - جمع فأوعى: المهم من الأسر والبيوت الرجالية، وركز على أعلام الرجال من عامة الطبقات والذين يكثر جدل التاريخ حول توثيقهم وتعديلهم، وأخيرا: عرض فوائد دقيقة في علم الرجال والدراية والحديث، فكانت مسك الختام لهذا السفر الجليل.
ولقد أشير في المقدمة - من الجزء الأول - أن للكتاب ملحقا في الإجازات التي أخذها السيد (بحر العلوم) من شيوخه وأساتذته، والإجازات التي أعطاها لتلامذته ومستجيزيه.
أرجأنا طبع هذا الملحق إلى أجل آخر لاحتياجه إلى تراجم بسيطة لأصحاب الإجازات، إكمالا للفائدة. وسيتم ذلك - قريبا - ويطبع في كتاب مستقل - بعون الله تعالى - باسم " إجازات السيد بحر العلوم " هذا، ونستميح القراء والمطالعين المحققين أن يغفروا لنا ما أخطأنا أو نسينا فمن ألف فقد استهدف - كما قيل - وأن يثمنوا لنا جهودنا في تحقيق هذا الكتاب - بتنبيهنا على مواضع وجهات النظر فيه، ليتسنى لنا تصحيح الخطأ واثبات المنسي في الطبعة الثانية - قريبا - إن شاء الله تعالى.
ومن الله تعالى نسأل أن يوفقنا - باستمرار - لاحياء التراث العلمي الاسلامي - على اختلاف المواضيع والبحوث - فذلك بعض القيام بالواجب المقدس، انه سميع مجيب، والله من وراء القصد.
النجف الأشرف: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم