الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ١٣٩
بتعيين إرادة البجلي منه برواية يوسف بن عقيل عنه.
وقد ذكر المحقق الشيخ حسن - رحمه الله - في (المنتقى): " أن محمد بن قيس متى كان راويا عن أبي جعفر - عليه السلام - فالظاهر أنه الثقة إن كان الناقل عنه عاصم بن حميد أو يوسف بن عقيل أو عبيد ابنه أو كان راويا عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين - عليهما السلام - وأما الراوي عن أبي عبد الله - عليه السلام - فيحتمل أن يكون حديثه من الصحيح أو من الحسن " (1).

(١) قال الشهيد الثاني في (شرح الدراية: ص ١٢٨) طبع النجف الأشرف - فيما إذا اتفقت أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا واختلفت أشخاصهم وأن تميزهم بالطبقة أو بقرائن الزمان عند الاطلاق -:
"... وكاطلاقهم الرواية عن محمد بن قيس، فإنه مشترك بين أربعة: اثنان ثقتان، وهما: محمد بن قيس الأسدي أبو نصر، ومحمد بن قيس البجلي أبو عبد الله وكلاهما رويا عن الباقر والصادق - عليهما السلام - وواحد ممدوح، من غير توثيق، وهو محمد بن قيس الأسدي مولى بني نصر، ولم يذكروا عمن روى، وواحد ضعف وهو محمد بن قيس أبو أحمد، روى عن الباقر - عليه السلام - خاصة وأمر الحجية بما يطلق فيه هذا الاسم مشكل، والمشهور بين أصحابنا رد روايته حيث يطلق مطلقا، نظرا إلى احتمال كونه الضعيف، ولكن الشيخ أبا جعفر الطوسي كثيرا ما يعمل بالرواية من غير التفات إلى ذلك، وهو سهل على ما علم من حاله، وقد يوافقه على بعض الروايات بعض الأصحاب برغم الشهرة.
والتحقيق في ذلك أن الرواية: (إن كانت) عن الباقر - عليه السلام - فهي مردودة لاشتراكه حينئذ بين الثلاثة الذين أحدهم الضعيف واحتمال كونه الرابع حيث لم يذكروا طبقته، (وإن كانت) الرواية عن الصادق - عليه السلام - فالضعف منتف عنها، لان الضعيف لم يرو عن الصادق - عليه السلام - كما عرفت - ولكنها محتملة لان تكون من الصحيح إن كان هو أحد الثقتين، وهو الظاهر، لأنهما وجان من وجوه الرواة، ولكل منهما أصل في الحديث، بخلاف الممدوح خاصة، ويحتمل - على بعد - أن يكون هو الممدوح فتكون الرواية من الحسن فتبنى على قبول الحسن في ذلك المقام وعدمه، فتنبه لذلك انه مما غفل عنه الجميع، وردوا بسبب الغفلة عنه روايات وجعلوها ضعيفة، والامر فيها ليس كذلك ".
ولكن العلامة الشيخ محمد حسن البارفروشي المازندراني المتوفى سنة ١٣٤٥ ه‍ - بعد أن ذكر ملخص ما ذكره الشهيد الثاني - قال في كتابه نتيجة المقال في الرجال (ص ٥٦) معترضا عليه بقوله: "... وهو غير واضح بل الذي ينبغي تحقيقه أنه إن روى عن الباقر - عليه السلام - فالظاهر أنه الثقة إن كان الراوي عنه عاصم بن حميد أو يوسف ابن عقيل أو عبيد ابنه لان النجاشي ذكر أن هؤلاء يروون عنه كتابا، بل لا يبعد كونه الثقة إذا روى عن الباقر عن علي - عليهما السلام - لان كلا من البجلي والأسدي صنف كتاب القضاء لأمير المؤمنين - عليه السلام - كما ذكره النجاشي ومع انتفاء هذه القرائن فإذا روى عن الباقر - عليه السلام - فهو مردود لما ذكره وأما المروي عن الصادق - عليه السلام - فيحتمل كونه من الصحيح ومن الحسن دون الضعيف - لما عرفت - ".
فكان المحدث البارفروشي اتبع ما ذكره الشيخ حسن بن الشهيد الثاني - رحمه الله - في المنتقى. راجع: المنتقى (ج 2 ص 88، وص 173) طبع إيران سنة 1383 ه‍
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 135 136 137 138 139 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب النون نعمان بن محمد بن منصور (قاضي مصر) أبو حنيفة الشيعي. 5
2 باب الهاء هارون بن مسلم بن سعدان الأنباري... 15
3 هاني بن عروة المرادي المذحجي، وذكر ورود مسلم بن عقيل الكوفة إلى آخر المطاف 18
4 هاني بن هاني السبيعي - آخر رسول أرسله أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يستدعونه 50
5 باب الياء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور - أبو زكريا الفراء النحوي 53
6 يزيد الكناسي، أبو خالد يزيد القماط... 57
7 الفوائد الرجالية (فائدة - 1) في ذكر رجال (إرشاد المفيد) من أولاد الأئمة وأحفادهم 63
8 (فائدة - 2) في ذكر تلامذة الشيخ الطوسي - رحمه الله - 67
9 (فائدة - 3) بحث في العدالة، وكيفية معرفتها ومدى الحاجة إلى ذلك 68
10 (فائدة - 4) اختلاف سلوك المشايخ الثلاثة في كيفية نقل الرواية بالنسبة إلى كتبهم الأربعة. وذكر طرق الشيخ في روايته... وأسماء سلسلة الرواية 73
11 (فائدة - 5) بيان المراد من كلام الشيخ في (الفهرست): " حدثنا وأخبرنا " ونحوهما 95
12 (فائدة - 6) ذكر رجال الخاصة والعامة الموثوقين الواردة أسماؤهم في (إجازة العلامة لبني زهرة) 99
13 (فائدة - 7) بيان المراد من (العدة) أو الجماعة الواردة في كلام الشيخ في (فهرسته) بجملة " حدثنا عدة من أصحابنا " أو " جماعة من أصحابنا "... 104
14 (فائدة - 8) بيان أن كنية " أبو عبد الله " في كلام الشيخ مشتركة بين ثلاثة: المفيد، والغضائري، وابن عبدون 108
15 (فائدة - 9) تنبيه أن (أبا علي بن شاذان) الذي روى عنه الشيخ في (الفهرست) ليس من أصحابنا، والتوقف في هلال الحفار. واستعراض أسماء الموثوقين الذين روى عنهم الشيخ في الأمالي ممن ورد ذكره في كتب العامة 109
16 (فائدة - 10) استظهار أن جميع من ذكره الشيخ في (فهرسته) من الشيعة الامامية، إلا من نص عليه بأنه من الزيدية، أو الفطحية أو الواقفية. ولمحة بسيطة عن هذه الفرق الثلاثة 114
17 (فائدة - 11) ذكر طرق الشيخ وإسناده إلى أصحاب الكتب والأصول ممن أشار إليهم في (الفهرست) 118
18 (فائدة - 12) الجواب عن الطعن في الرواية بالفطحية بأن ذلك لا يقدح في اعتبارها ووثاقة راويها 124
19 (فائدة - 13) التنويه بذكر أول السفراء الأربعة للحجة القائم (ع)، وإشادة بالثلاثة الآخرين، ولمحة عن الغيبتين الصغرى والكبرى 127
20 (فائدة - 14) استنظهار أن الحسين وحماد - الوارد ذكرهما في الكافي - هو الحسين بن المختار القلانسي، وحماد بن عيسى الجهني 129
21 (فائدة - 15) توجيه رواية الحسين بن سعيد عن معاوية بن عمار، من حيث اختلاف الطبقة 130
22 (فائدة - 16) المراد من محمد بن الفضيل، هو الصيرفي الضعيف لا الضبي الثقة 131
23 (فائدة - 17) توثيق الفضيل بن يسار النهدي وأولاده 132
24 (فائدة - 18) نقل احتمال (التفريشي) أن يكون محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم الثقة، واثبات أنه الصيرفي الضعيف 135
25 (فائدة - 19) استبعاد أن يكون العمركي أدرك ستة من الأئمة (ع) - كما يظهر من الكافي - وترجمة للعمركى 137
26 (فائدة - 20) محمد بن قيس مشترك بين الثقة، وغيره. وترجمة لمحمد بن قيس - هذا - 138
27 (فائدة - 21) إثبات أن محمد بن خالد لم يلق أبا بصير وأن الواسطة بينهما هو القاسم بن حمزة، وهو مجهول 141
28 (فائدة - 22) ذكر الاشكال على الشيخ في أنه ربما يذكر الرجل في (باب من لم يرو عنهم ع) وفي غيره من الأبواب 141
29 (فائدة - 23) أحمد بن يحيى الأشعري مهمل في كتب الرجال 143
30 (فائدة - 24) اثبات أن الحسن بن راشد الطفاوي ضعيف 144
31 (فائدة - 25) اثبات أن الحسين بن محمد الذي يروى عنه الكليني، هو الحسين بن محمد الأشعري الثقة 145
32 (فائدة - 26) استنتاج توثيق عامة شيوخ النجاشي واثبات غاية تحرزه من الرواية عن الضعفاء. 145
33 (فائدة - 27) اثبات عدم تواتر كتب الرواة، والاستدلال على غاية تحرز مشايخنا عن الضعفاء والمتهمين 147
34 (فائدة - 28) استعراض جملة من علماء النجوم الشيعة الواردين في كتاب (النجوم) لابن طاووس 149
35 (فائدة - 29) ذكر جملة من قدماء أصحاب الجرح والتعديل 150
36 (فائدة - 30) ذكر جملة من " الفطحية " الثقاة 152
37 (فائدة - 31) بيان من هو العقيقي صاحب الرجال ولمحة عن ترجمته 153
38 (فائدة - 32) استنتاج أن المقصود بابن الغضائري عند الاطلاق، هو أحمد بن الحسين، دون أبيه، وتوثيقه 153
39 (فائدة - 33) استظهار أن البرقي - صاحب الرجال - هو محمد بن خالد، لا أحمد، وبذلك ختام الكتاب. 156
40 كلمتنا حول الكتاب ومؤلفه... 158