الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٤٠
وقيل: هو - أي: العرض -، كتحديثه - أي: تحديث الشيخ بلفظه سواء -.
وهو المنقول عن علماء الحجاز والكوفة.، لتحقق القراءة في الحالتين، مع سماع الاخر.، وقيام سماع الشيخ مقام قراءته، في مراعاة الضبط.
وورد به حديث عن ابن عباس.، ان النبي (صلى الله عليه وآله).، قال: (قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء) (1).

وقد وجدنا - بعد تقريرنا لذلك - الحافظ ابن عبد البر، أخرج عن مالك انه سئل: (أفيعرض عليك الرجل أحب إليك أو تحدثه؟).، قال: (بل، يعرض إذا كان يثبت في قراءته، فربما غلط الذي يحدث أو ينسى).، وهذا يفيد أنه إذا لم يبلغ هذه المرتبة، لا يفضل على السماع.، منهج النقد: ص ٢١٤ / ٢١٥.، وينظر:
جامع بيان العلم وفصله: ٢ / ١٧٨ - وفيه (أن تحدثه)، وهو تصحيف مطبعي -.، وينظر تفصيل كلمة مالك هذه في الالماع في أصول الرواية والسماع: ص ٧٤، والمحدث الفاصل: ص ٤٢٠، والكفاية: ص ٢٧٤ وما بعد وقال الطيبي: (والصحيح.، ترجيح السماع من لفظ الشيخ، وهو مذهب الجمهور من أهل المشرق).، (الخلاصة في أصول الحديث: ص ١٠٣).، وينظر الباعث الحثيث: ص ١١٠)، وتدريب الراوي: ص ١٣٢، ومقباس الهداية: ١٦٥ وقال الدكتور صبحي: (والرأي المختار: أن القراءة دون السماع.، فهي تليها، في الدرجة الثانية).، (علوم الحديث ومصطلحه: ص ٩٣).
(١) قال الطيبي: (ويروى عن مالك وأصحابه وأشياخه من علماء المدينة: أنهما سواء.، وهو مذهب:
معظم علماء الحجاز، والكوفة، والبخاري).، (الخلاصة في أصول الحديث ص ١٠٣).
وقال ابن كثير: (وقيل: هما سواء.، يعزى ذلك: إلى أهل الحجاز والكوفة، وإلى مالك أيضا " وأشياخه من أهل المدينة، وإلى اختبار البخاري).، (الباعث الحثيث: ص ١١٠).
وقال السيوطي: (وهو رأي الامام مالك وأصحابه وأشياخه من علماء المدينة، ومعظم علماء الحجاز والكوفة، وهو كذلك رأي الامام البخاري).، (التدريب: ص ١٣٢).
وذكر المامقاني في نفس عبارة الشهيد الثاني.، في: مقباس الهداية: ص ١٦٥.، عدا جملة (القراءة في الحالين)، بدلا " من (في الحالتين).، ثم عقب (قدس) قائلا ": (والجواب:
أما عن التساوي في الضبط، فما مر.، مضافا " إلى وضوح كون قراءة العالم، أقوى في الضبط من القراءة عليه.، لكون قراءته أبعد عن السهو من سماعه، كما هو الظاهر.
وأما النبوي (ص) فقد قيل: إن المراد به المساواة في صحة الاخذ بالقراءة على العالم، ردا " على من أنكرها.، لا في إتحاد الرتبة).، (مقباس الهداية: ص 165).
وقال الدكتور صبحي: (لكن بعضهم يذهب إلى مساواتها السماع.، وهؤلاء لا يرون بأسا " أن يقول التلميذ الذي قرأ على الشيخ عندما يريد أن يؤدي إلى غيره الرواية عنه: سمعت (مطلقا ").، من غير تقيدها بقوله: (قراءة على الشيخ).، (علوم الحديث ومصطلحه: ص 93).
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»