وروي عن بعض المحدثين: انه كان يقول: (حدثنا فلان).، ويتأول: انه حدث أهل المدينة - وكان الراوي حينئذ بها -.، إلا أنه لم يسمع منه شيئا "، مدلسا " بذلك (1).
وكون (سمعت)، في هذه الطريق (2)، أعلى منهما.، مذهب الأكثر، لما ذكرناه.
وقيل: هما أعلى منها.، لأنه ليس في (سمعت)، دلالة على أن الشيخ روى له الحديث وخاطبه به.، وفي (حدثنا) و (أخبرنا)، دلالة على أنه خاطبه، ورواه له (3).
وفيه، ان هذه وإن كانت مزية، إلا ان الخطب فيها أسهل، من احتمال الإجازة والتدليس ونحوهما.، فيكون تحصيل ما ينفي ذلك، أولى من تخصيصه باللفظ، أو كونه من جملة المقصودين به، إذ لا يفترق الحال في صحة الرواية، بهذه المرتبة، بين قصده وعدمه.
الثالثة: (أخبرنا) (4).
ثم، بعد (حدثني)، و (حدثنا) في المرتبة.، قوله في هذه الحالة: (أخبرنا).، لظهور الاخبار في القول.
ولكنه، يستعمل في الإجازة والمكاتبة كثيرا "، فلذلك كان أدون (5).
الرابعة: (أنبأنا)، و (نبأنا) (6).
ثم، (أنبأنا)، و (نبأنا).، لان هذا اللفظ غالب في الإجازة.
وهو قليل الاستعمال هنا، قبل ظهور الإجازة، فكيف بعدها؟!