الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٣٥
وروي عن بعض المحدثين: انه كان يقول: (حدثنا فلان).، ويتأول: انه حدث أهل المدينة - وكان الراوي حينئذ بها -.، إلا أنه لم يسمع منه شيئا "، مدلسا " بذلك (1).
وكون (سمعت)، في هذه الطريق (2)، أعلى منهما.، مذهب الأكثر، لما ذكرناه.
وقيل: هما أعلى منها.، لأنه ليس في (سمعت)، دلالة على أن الشيخ روى له الحديث وخاطبه به.، وفي (حدثنا) و (أخبرنا)، دلالة على أنه خاطبه، ورواه له (3).
وفيه، ان هذه وإن كانت مزية، إلا ان الخطب فيها أسهل، من احتمال الإجازة والتدليس ونحوهما.، فيكون تحصيل ما ينفي ذلك، أولى من تخصيصه باللفظ، أو كونه من جملة المقصودين به، إذ لا يفترق الحال في صحة الرواية، بهذه المرتبة، بين قصده وعدمه.
الثالثة: (أخبرنا) (4).
ثم، بعد (حدثني)، و (حدثنا) في المرتبة.، قوله في هذه الحالة: (أخبرنا).، لظهور الاخبار في القول.
ولكنه، يستعمل في الإجازة والمكاتبة كثيرا "، فلذلك كان أدون (5).
الرابعة: (أنبأنا)، و (نبأنا) (6).
ثم، (أنبأنا)، و (نبأنا).، لان هذا اللفظ غالب في الإجازة.
وهو قليل الاستعمال هنا، قبل ظهور الإجازة، فكيف بعدها؟!

(١) قال الطيبي: (وروي عن الحسن انه كان يقول: (حدثنا أبو هريرة) ويتأوله: انه حدث أهل المدينة - وكان الحسن إذ ذاك بها -.، إلا أنه لم يسمع منه شيئا ").، (الخلاصة في أصول الحديث: ص ١٠١).، وينظر: الكفاية: ص ٢٨٤.
(٢) في النسخة الأساسية: ورقة ٥٧، لوحة ب.، سطر ٨: (في هذه الطريق).، وكذا، في الرضوية: ورقة ٣٤، لوحة ب، سطر ١٦.، غير أن المتعارف استعماله اليوم: (في هذا الطريق)، أو (في هذه الطرق).
(٣) قال ابن الصلاح: (حدثنا)، و (أخبرنا)، أرفع من (سمعت)، من جهة أخرى.
وهي انه ليس في (سمعت) دلالة على أن الشيخ روى الحديث، أو خاطبه به.
وفي (حدثنا)، و (أخبرنا).، دلالة على أنه خاطبه به، ورواه له.، (علوم الحديث: ص ١٢٠.، وينظر:
الخلاصة في أصول الحديث: ص 101، والباعث الحثيث: ص 110.
وأقول: في نقل الشهيد الثاني: (دلالة على أنه خاطبه).، يبدو كلمة (به) ساقطة.
(4) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 58، لوحة أ، سطر 2.، ولا الرضوية: ورقة 35، لوحة ب، سطر 1.
(5) قال الدكتور صبحي: ثم (أخبرنا وأخبرني).، مع ضرورة التمييز بين حالتي الافراد والجمع).، (علوم الحديث ومصطلحه: ص 89).
(6) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 58، لوحة أ، سطر 5.، ولا الرضوية: ورقة 35، لوحة أ، سطر 3.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»