الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٣٧
المسألة الثانية في: القراءة على الشيخ وتفصيل البحث في حقول:
الحقل الأول في: قديم التسمية (1) ويسمى عند أكثر قدماء المحدثين: العرض (2).

وقد أفرط ابن مندة فقال: (حيث قال البخاري: (قال لنا)، فهو إجازة.، وحيث قال: (قال فلان)، فهو تدليس. ورد العلماء عليه ذلك، ولم يقبلوه).، (مقباس الهداية: ص ١٦٢).
(١) وفي النسخة الأساسية: ورقة ٥٨، لوحة ب.، سطر ٥ (وثانيها القراءة على الشيخ)، فقط.، وكذا، الرضوية: ورقة ٣٥، لوحة أ، سطر ١٣.
(٢) قال الدكتور صبحي: (لا حاجة بنا إلى تعريف القراءة، فمن الواضح: ان حقيقتها المستمدة من لفظها، هي قراءة التلميذ على الشيخ، حفظا " من قلبه أو من كتاب ينظر فيه).، (علوم الحديث ومصطلحه: ص ٩٢).، وينظر: تدريب الراوي: ص ١٣٠ - ١٣١.
وقال الدكتور عتر: (سلك المحدثون هذا الطريق، بعد أن انتشر التدوين، وأصبحت كتابة الحديث أمرا " شائعا ".، ومعنى العرض عندهم: القراءة على الشيخ من حفظ القارئ، أو من كتاب بين يديه).، (منهج النقد في علوم الحديث: ص ٢١٤). وقال الفيومي: (عرضت الكتاب عرضا ": قرأته عن ظهر قلب).، (المصباح المنير: ٢ / ٥٩) وقال المامقاني: (لان القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه، كما يعرض القرآن على المقرئ.
وقيل: ان القراءة أعم مطلقا " من العرض.، لان الطالب إذا قرأ، كان أعم من العرض وغيره.
ولا يصدق العرض إلا بالقراءة.، لان العرض عبارة: عما يعرض به الطالب أصل شيخه، معه أو مع غيره بحضرته.، فهو أخص من القراءة.
قلت: إن ثبت لهم اصطلاح خاص في المقام.، وإلا، أمكن دعوى ان بينهما عموما " من وجه، إذ كما يمكن القراءة من غير عرض، فكذا يمكن العرض من غير قراءة، كما لا يخفى).، (مقباس الهداية: ص ١٦٤).، وينظر:
التقفية في اللغة: ٥٠٢، والصحاح: ٣ / ١٠٨٧، ولسان العرب - طبعة صادر -: ٩ / ٤٦، وتاج العروس: ٥ / ٥٠، وديوان الشماخ: ق ٥ / ٢ ص ١٢٩، والمخصص: ١٣ / ٥، وجمهرة اللغة: ٣ / ٩٤٧.
وأقول: وجدت في الكافي: ١ / 352 - 353 كتاب الحجة، ب 81، ح 8.، وجدت فيه: ما يدل على قدم استعمال العرض عند أهل البيت (ع): (... قال: جعلت فداك: وما المعرفة؟ قال: اذهب فتفقه واطلب الحديث.، قال: عمن؟ قال: عن فقهاء أهل المدينة، ثم اعرض علي الحديث...).، وينظر: تكملة الرجال:
1 / 295 - 296 ترجمة الحسن بن عبد الله - وتنقيح المقال: 1 / 288.
وكذلك: وجدت في رياض العلماء: 5 / 360، ترجمة يحيى بن زيد بن علي بن الحسين - عليهما السلام -، حيث جاء فيه: (... فرمي صحيفتي التي دفعتها إليه، إلى غلام كان معه، وقال: اكتب هذا الدعاء بخط بين حسن، واعرضه علي، لعلي أحفظه.، فاني كنت اطلبه من جعفر حفظه الله فيمنعنيه...)
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»