الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٢٩
والغرض من هذا النوع: أن لا يظن بناء " على الغالب -: كون المروي عنه، أكبر بأحد الأمور دائما ".، فيجهل بذلك منزلتهما (1).
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (أمرنا أن ننزل الناس منازلهم) (2).

الأول: أن يكون الراوي أكبر سنا "، وأقدم طبقة ".، كالزهري عن مالك.
والثاني: أن يكون أكبر قدرا " من المروي عنه.، بأن يكون حافظا " عالما "، والراوي عنه شيخا " راويا ".، ك‍:
مالك، عن عبد الله بن دينار.
والثالث: أن يروي العالم الشيخ، عن صاحبه أو تلميذه.، ك‍: عبد الغني عن الصوري، وكالبرقاني عن الخطيب.، ومنه: رواية الصحابة عن التابعين، كالعبادلة وغيرهم عن كعب الأحبار).، (الخلاصة في أصول الحديث: ص ٩٩ - ١٠٠).
وينظر: صحيح مسلم: ١ / ٢٠٨.، وتوضيح الأفكار: ٢ / ٤٧٤.، وتهذيب ابن عساكر: ٥ / ٢٠٢ - ترجمة ابن دينار -.، وتذكرة الحفاظ: ٣ / ١٠٤٩ - ترجمة عبد الغني -.، والمصدر نفسه: ٣ / ١٠٧٥ - ترجمة الصوري -.، والمصدر نفسه كذلك: ٣ / ١٠٧٥ - ترجمة البرقاني -.، والباعث الحثيث: ص ١٩٥ - ١٩٦.، ومنهج النقد في علوم الحديث: ص ١٥٦.، وتهذيب التهذيب: ج ٩ ص ٣٥٤ - ترجمة محمد بن الحنفية -.، حيث يقول ابن حجر: (..
وروى عنه..، وحفيد أخيه، الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام -..) (١) مرجع الضمير فيما يبدو: التابعون، والفقهاء.
(٢) قال الشيخ أحمد محمد شاكر: (جزم ابن الصلاح بصحته، تبعا " للحاكم في علوم الحديث، في النوع السادس عشر منه.
وفيه: نظر.، فقد ذكره مسلم في مقدمة صحيحه، بغير اسناد بصيغة التمريض.، فقال: (وقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم...)، فذكره.
ورواه أبو داوود في سننه في أفراده، من رواية ميمون بن أبي شبيب، عن عائشة.، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم).، ثم قال أبو داوود بعد إخراجه: (ميمون بن أبي شبيب، لم يدرك عائشة)، فأعله بالانقطاع.
وقال البزار في مسنده - بعد أن أخرجه عن طريق ميمون هذا عن عائشة -: لا يعلم عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، إلا من هذا الوجه.، وتعقب البزار بما لا ينهض اه‍، ملخصا " من كلام العراقي في شرحه لعلوم الحديث).، (الباعث الحثيث: ص ١٩٦ - ١٩٧ الهامش).
وقال الدكتور نور الدين عتر: (أخرجه أبو داوود في الأدب: ٤ / ٢٦١، وأعله بالانقطاع.، وتساهل الحاكم، فحكم بصحة الحديث، في المعرفة.، وتابعه على ذلك: ابن الصلاح، وابن كثير.
ونبه الحافظ العراقي على ضعف الحديث في نكته: ص ٤٢٥ - طبع حلب).، منهج النقد في علوم الحديث: ص ١٥٥ - الهامش).
وأقول: روى الكليني - رحمه الله - في أصول الكافي: ١ / 50، في كتاب فضل العلم - باب نادر -:
(عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن محمد بن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة.، قال:
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»