الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٥١
فقال: فهمي للاملاء خلاف فهمك.
ثم قال: تحفظ كم أملا الشيخ من حديث إلى الان؟ فقال: لا.
فقال الدارقطني: أملا (1) ثمانية عشر حديثا ".
فعدت الأحاديث فوجدت كما قال.
ثم قال أبو الحسن: الحديث الأول منها عن فلان، ومتنه كذا.، والحديث الثاني عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا.
ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها، على ترتيبها في الاملاء، حتى أتى على آخرها.
فتعجب الناس منه (2).
الحقل الثامن في: استحباب إجازة المسموع أجمع (3) وليجز الشيخ للسامعين: روايته - أي: رواية المسموع - أجمع، أو الكتاب بعد الفراغ منه.، وإن جرى على كله اسم السماع.
وإنما كان الجمع أولى.، لاحتمال غلط القارئ، وغفلة الشيخ.، أو غفلة السامع عن بعضه.، فيجبر ذلك بالإجازة لما فاته.
وإذا كتب لأحدهم خطه.، حينئذ كتب: (سمعه مني وأجزت له روايته عني).،

(1) هكذا في النسخة الأساسية: ورقة 61، لوحة أ، سطر 4 و 5.، وكذا، في الرضوية: ورقة 36، لوحة ب، سطر 16.، ولكن المتداول اليوم، أن تكتب (أملى)، بألف مقصورة لا ممدودة.، بناء " على قاعدة: إذا كان الفعل المعتل الاخر، فوق الثلاثي، فإن الفه تكتب مقصورة دائما ".، من قبيل: أبلى، وأسرى، وأهدى.
ولكن، هناك رأي آخر، يلتزم مطابقة المكتوب للملفوظ.، فتكتب الألف ممدودة لا مقصورة، وإن كان ذاك الرأي اليوم رواده نادرون.، والرأي ذاك، يمكن التعرف عليه، في مثل أدب الكاتب لابن قتيبة.
ولكن، ما أحوجنا إلى مراعاة المطابقة، تخلصا " من واحدة من صور الازدواجية، وما أكثرها زماننا هذا، والتي يعيشها الغالبية من أناس هذا اليوم.
(2) قال ابن كثير بعد ما نقل نسخ الدارقطني: (وكان شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي، تغمده الله برحمته يكتب في مجلس السماع، وينعس في بعض الأحيان، ويرد على القارئ ردا " جيدا " بينا " واضحا ".، بحيث يتعجب القارئ من نفسه: انه يغلط فيما في يده وهو مستيقظ، والشيخ ناعس وهو أنبه منه.، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).، (الباعث الحثيث: ص 116).
(3) هذا العنوان.، ليس من النسخة الأساسية: ورقة 61، لوح ة ب، سطر 9.، ولا، الرضوية.
(٢٥١)
مفاتيح البحث: أبو الحجاج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»