اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٢
جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط، ولا أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا.
____________________
والمقشور مجرود وما قشر عنه جرادة (1).
ومنه في الحديث " الجنة جرد مرد " أي أجارد عن النقصان أما رد عما يشوبهم من الشوائب.
قوله رحمه الله: فربما جاش في صدري يقال: جاش القدر جيوشا وجيشانا إذا غلا وفار، وجاشت العين إذا فاضت وجاش الوادي أو البحر إذا زخر وطما.
قوله (ع): ودل رأسك بفتح الدال المهملة وتشديد اللام المكسورة على فعل الامر من التدلية، بمعنى الأدلاء أي الارسال والالقاء والانزال.
في النهاية الأثيرية: في حديث الاسراء " تدلى فكان قاب قوسين " التدلي:
النزول من العلو، وقاب قوسين قدره، والضمير في تدلى لجبرئيل عليه السلام، يقال:
أدليت الدلو ودليتها إذا أرسلتها في البئر ودلوتها أدلوها فأنا دال إذا أخرجتها (2).
وفي المغرب: أدليت الدلو أرسلتها في البئر، ومنه أدلى بالحجة أحضرها، وفي التنزيل " وتدلوا بها إلى الحكام " أي لا تلقوا أمرها والحكومة فيها، ودلاه من سطح بحبل أي أرسله فتدلى ودلى رجليه من السرير (3).

(١) الصحاح: ١ / 452 2) نهاية ابن الأثير: 2 / 131 3) المغرب: 1 / 183
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»
الفهرست