من التعسف (قال) بعد كلامه المتقدم بيسير (ما هذا لفظه) فان قلت إذا كان كل من علم الجنس والمعرف بلامه عبارة عن الماهية والحاضرة في الذهن باعتبار حضورها وتميزها فيه كما يقولون لكان معنى أكرم الرجل أكرم الماهية الحاضرة في الذهن باعتبار حضورها وتميزها ولكان معنى رأيت أسامة رأيت الماهية الحاضرة في الذهن باعتبار حضورها فيه وظاهر أن الماهية باعتبار حضورها في الذهن مما لا يصلح لتعلق الإكرام والرؤية به وعلى قياسه ساير الموارد قلت يمكن التفصي عنه بان ملاحظة الماهية باعتبار في إطلاق اللفظ عليه لا يوجب أن يكون الحكم عليها بذلك الاعتبار فيجوز أن يلاحظ الماهية باعتبار حضورها في الذهن ويحكم عليها باعتبار آخر وفيه تعسف (انتهى) (أقول) من الممكن أن يقال إن اسم الجنس وعلم الجنس هما موضوعان لمعنى واحد ولكن اللحاظ مما لا بد منه في حال الاستعمال بلا كلام فان لوحظ المعنى بما هو هو فوضع اسم الجنس ليستعمل فيه وان لوحظ بما هو متميز ومتعين من بين ساير المعاني والأجناس فوضع علم الجنس ليستعمل فيه فاللحاظ في كل منهما خارج عن متن المعنى ويكون من مسوغات الاستعمال كما قال بذلك المصنف عينا في الفرق بين الاسم والحرف (وعليه) فيمتاز علم الجنس عن اسم الجنس من دون أن يرد عليه شيء من إيرادي المصنف أصلا ولعل مراد المشهور من أهل العربية في الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس هو ذلك غير أن هذا كله أمر جائز ثبوتا ولا دليل عليه إثباتا الا إذا ادعى في علم الجنس انسباق التميز والتعين من بين ساير الأجناس كما ليس ببعيد فيحمل على ما ذكرنا ولا شيء عليهم فتأمل جيدا.
(قوله والا لما صح حمله على الأفراد... إلخ) إشارة إلى الإيراد الأول على مقالة المشهور من أهل العربية كما أشير آنفا.