عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٤
الانسباق إلى أذهان أهل اللسان أيضا سبيل إلى العلم بالوضع وهو موجود في المقام.
(أقول) هذا مضافا إلى أن الانسباق إلى أذهاننا أيضا مما لنا إليه سبيل وذلك للعلم بما يرادفه في لغتنا وهو لفظة (اينست وجز اين نيست).
(قوله وربما يعد مما دل على الحصر كلمة بل الإضرابية... إلخ) في بل الإضرابية جهات من الكلام على ما يظهر من التقريرات ولكن عمدتها انها (إن تقدمها) أمر أو إيجاب كما في أكرم زيدا بل عمرا أو جاءني زيد بل عمرو فهي تنقل الحكم إلى ما بعدها وتجعل ما قبلها كالمسكوت عنه فكأنه قال من الأول أكرم عمرا أو جاءني عمرو ولا دلالة لها حينئذ على حصر الحكم بالمضرب إليه أصلا (وإن تقدمها) نهى أو نفى فالمشهور انها لتقرير ما قبلها على حاله من النهي أو النفي وجعل النقيض لما بعده فقولك لا تضرب زيدا بل عمرا أي بل اضرب عمرا وقولك ما جاءني زيد بل عمرو أي بل جاءني عمرو فتكون حينئذ لحصر الحكم أي النقيض في المضرب إليه جدا (ونسب) إلى المبرد وغيره انها في هذا القسم تكون ناقلة لمعنى النهي أو النفي إلى ما بعدها فقولك لا تضرب زيدا بل عمرا أي بل لا تضرب عمرا وقولك ما جاءني زيد بل عمرو أي بل ما جاءني عمرو فيكون ما قبلها كالمسكوت عنه كما في القسم الأول وعلى هذا القول لا تكون بل الإضرابية للحصر مطلقا (وفي قبال هذا القول) ما نسب إلى الحاجبي من كونها للحصر مطلقا فتكون الأقوال فيها ثلاثة (ومن هنا قال في التقريرات) اختلفوا فيها على أقوال أحدها إفادتها الحصر مطلقا سواء كان في الإيجاب أو النفي وهو المنسوب إلى الحاجبي الثاني العدم مطلقا (إلى أن قال) الثالث التفصيل بين النفي فيدل والإثبات فلا يدل (انتهى).
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»