عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
في أكرم العالم فهل الوصف يدل على انتفاء الحكم بانتفائه بحيث لو دل دليل آخر على وجوب إكرام زيد الجاهل كان ذلك مخصصا لمفهوم قوله أكرم العالم أم لا (قال في الفصول) فأثبته أي المفهوم جماعة وعزي ذلك إلى ظاهر الشيخ وحكى عن الشهيد أنه جنح إليه في الذكرى ونفاه جماعة وهو المنقول عن السيد والمحقق والعلامة (وقال في التقريرات) ولعل المشهور بين أصحابنا هو العدم (انتهى) (وقد حكى) قبله عن العلامة التفصيل بين ما كان الوصف علة كما في قوله أكرم زيدا لأنه عالم وبين غيره (ثم ان) في كل من الفصول والتقريرات تفاصيل أخر لا يعبأ بها كالتفصيل بين ما كان في مقام البيان وغيره فإنه لو أحرز كونه في مقام بيان ما هو موضوع الحكم ولم يبين سوى الوصف المأخوذ موضوعا للحكم فلا كلام حينئذ في الانتفاء عند الانتفاء (وقال المحقق القمي) ولي في المسألة التوقف وان كان الظاهر في النظر أنه لا يخلو عن اشعار كما هو المشهور إذ التعليق بالوصف مشعر بالعلية لكن لا بحيث يعتمد عليه في الاحتجاج الا أن ينضم إليه قرينة (ومختار المصنف) تبعا للمشهور عدم المفهوم نظرا إلى وجوه عديدة.
(أحدها) عدم ثبوت الوضع له بمعنى أن الوصف لم يوضع لمعنى يستتبع المفهوم والانتفاء عند الانتفاء كالعلية المنحصرة لوضوح استعماله في غيرها بلا عناية ولا رعاية علاقة فلا يصغى إلى ما احتج به المثبتون على ما في التقريرات من دعوى التبادر عرفا ان كان مرادهم من التبادر هو الانسباق الحاقي المستند إلى الوضع.
(ثانيها) عدم لزوم اللغوية بدون المفهوم لجواز أن يكون التوصيف لشدة الاهتمام بمورد الوصف مثل قوله إياك وظلم اليتيم أو إياك وظلم المظلوم أو إياك وغيبة العلماء أو لدفع توهم عدم شمول الحكم لمورد الوصف كما في قوله
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»