عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٩
في أسماء الإشارة والضمائر (قوله ثم أنه قد انقدح مما حققناه أنه يمكن أن يقال أن المستعمل فيه في مثل أسماء الإشارة والضمائر أيضا عام... إلخ) وحاصل الكلام أنه كما قلنا في الحروف أن الحرف والاسم قد وضعا لمعنى واحد غايته أنه وضع الحرف ليراد منه معناه بما هو حالة لغيره ووضع الاسم ليراد منه معناه بما هو هو وفي نفسه فكذلك نقول في أسماء الإشارة والضمائر أن كلا من لفظة (هذا) و (هو) و (إياك) موضوع للمفرد المذكر غايته أن اسم الإشارة وضمير الغائب وضعا ليراد منهما الإشارة إليه وضمير المخاطب وضع ليراد منه التخاطب معه فكما أن كلا من لحاظ الآلية والاستقلالية خارج عن متن المعنى في الحرف والاسم فكذلك الإشارة والتخاطب خارجان عن أصل المعنى في أسماء الإشارة والضمائر وكما قلنا في الاسم والحرف أن المستعمل فيه فيهما عام وأن تشخصه الذهنية قد نشأ من جهة اللحاظ الآلي أو الاستقلالي الخارج عن أصل المعنى والمستعمل فيه فكذلك نقول في المقام أن المستعمل فيه في أسماء الإشارة والضمائر أيضا عام وهو المفرد المذكر وأن تشخصه الخارجية قد نشأ من قبل الإشارة والتخاطب الخارجين عن جرم المعنى.
(أقول) لو سلم صحة ما ادعاه المصنف في الحرف من أنه مع الاسم موضوعان لمعنى واحد غايته أن الحرف ليلحظ حالة لغيره والاسم ليلحظ بما هو هو وفي نفسه وإن كلا من اللحاظين خارج عن جرم المعنى فلا يقاس عليهما أسماء الإشارة والضمائر قطعا إذ ليسا موضوعين لمعنى واحد وهو المفرد المذكور ونحوه ويكون الإشارة والتخاطب خارجين عن جرم المعنى بل الأمر
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»