عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٨
الخبر والإنشاء (وبالجملة) أن الهيئات على قسمين (فمنها) للحكاية عن الربط والنسبة كهيئة ضرب وضربا وضربوا ويضرب ويضربان ويضربون إلى آخر صيغ الماضي والمضارع وغيرهما فالمادة تحكى عن المبدأ والهيئة تحكى عن قيام المبدأ بمفرد مذكر أو مؤنث أو باثنين أو بجماعة (ومنها) لإنشاء المعاني الاعتبارية وإيجاد المفاهيم المقابلة للجعل كهيئة بعت أو زوجت أو هي طالق لإنشاء البيع أو الزوجية أو الطلاق ونحو ذلك أو هيئة افعل أو لا تفعل لإنشاء طلب الفعل أو الترك والظاهر ان هيئة بعت وأخواته موضوعة لغة للحكاية ولكنها قد تستعمل في الإنشاء مجازا ويحتمل الاشتراك فيه وضعا وعلى كل حال لا ريب في أنها إذا استعملت في مقام الإنشاء سواء كان على نحو الحقيقة أو على نحو المجاز ليس مفادها الا الإنشاء المحض ومتعلق الإنشاء من البيع أو الزوجية أو الطلاق هو خارج عن مدلول الهيئة ويستفاد من نفس المادة كما لا يخفى نعم ربما يقع الكلام في هيئة افعل أو لا تفعل التي هي لإنشاء طلب الفعل أو الترك من حيث أن الطلب الذي هو متعلق الإنشاء هل هو داخل في مدلول الهيئة بحيث كان لمدلولها جزءان أحدهما الإنشاء والآخر الطلب فهي تدل على الطلب بالتضمن أو هو خارج عن مدلول الهيئة وإنما هي تدل عليه بالالتزام وأما مدلولها المطابقي فهو مجرد الإنشاء المضاف إلى الطلب من قبيل دلالة العمى على البصر بالالتزام وأن مدلوله المطابقي هو مجرد العدم المضاف إلى البصر والظاهر أن الثاني أقرب.
(قوله فتأمل... إلخ) قد أشرنا إلى وجه قوله فتأمل فلا تغفل.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»