موطن له إلا في الذهن ضرورة أن الموجود في الخارج هو الإنسان لا الإنسان الصادق على كثيرين.
(قوله هذا مع أنه ليس لحاظ المعنى حالة لغيره في الحروف إلا كلحاظه في نفسه في الأسماء... إلخ) إشارة إلى الجواب الثالث على تقدير كون الخصوصية المتوهمة في الحروف خصوصية ذهنية ونحن قد أوضحنا الجميع بحمد الله فاضبطه.
في الفرق بين الخبر والإنشاء وفي بيان معاني الهيئات (قوله ثم لا يبعد أن يكون الاختلاف في الخبر والإنشاء أيضا كذلك... إلخ) بان يكون مثل قولك أنكحت إخبارا وقولك أنكحت إنشاء قد وضعا لمعنى واحد غايته أن الأول وضع ليراد منه حكاية المعنى والثاني وضع ليراد منه إيجاد المعنى فكما أن الاسم والحرف قد وضعا لمعنى واحد وكل من لحاظ الاستقلالية ولحاظ الآلية خارج عن جرم المعنى فكذلك الخبر والإنشاء قد وضعا لمعنى واحد وكل من الحكاية والإيجاد خارج عن جرم المعنى (وفيه ما لا يخفى) ولعله إليه أشار أخيرا بقوله فتأمل بل ضعفه أظهر من أن يحتاج إلى التأمل فان الذي للاخبار أو الإنشاء في المثال ليس الا هيئة أنكحت ومفاد الهيئة في الاخبار ليس الا نفس الحكاية ومفاد الهيئة في الإنشاء ليس الا نفس الإيجاد فليس للهيئة معنى آخر سوى الحكاية والإيجاد كي يقال أن الحكاية والإيجاد خارجان عن جرم المعنى وأصل المعنى مما يشترك فيه