امسح على المرارة ما جعل عليكم في الدين من حرج) وقوله عليه السلام (ما وافق الكتاب فخذوه وما خالف الكتاب فاطرحوه) وقوله عليه السلام (ما خالف قول ربنا لم نقله)، أو زخرف أو باطل أو اطرحه على الجدار إلى غير ذلك من أخبار العرض على الكتاب، و مقتضى الجمع - بين هذه الأخبار والأخبار المتقدمة لو كان بينهما تعارض ابتدائي - حمل تلك الأخبار على أحد الامرين المتقدمين (و ثانيا) بالعلم الاجمالي بوجود مخصصات لعمومات الكتاب بين الاخبار ومقيدات لمطلقاته كذلك (وفيه) أنه بعد الرجوع إلى الاخبار و الفحص عن تلك المخصصات والمقيدات ينحل ذلك العلم الاجمالي بوجدان مخصصات ومقيدات فيما بين الاخبار فلا يبقى مانع عن الرجوع.
(ثانيهما) ما استثناه المحقق القمي (ره) من عدم حجية الظواهر في حق من لم يقصد إفهامه وحجيته في حق من قصد إفهامه، وقد أفاد في وجه الفرق بينهما أن عدم إرادة الظاهر بالنسبة إلى من قصد إفهامه لا بد وأن يكون لأحد الاحتمالين (أحدهما) غفلة المتكلم عن نصب القرينة على إرادته خلاف الظاهر (وثانيهما) غفلة المخاطب المقصود بالافهام وعدم التفاته إلى القرينة المنصوبة من قبل المتكلم و العقلا لا يعتنون بكلا الاحتمالين ونفيهما مورد الأصل العقلائي لان أصالة عدم الخطأ والغفلة أصل عقلائي جار عند الكل (وأما بالنسبة) إلى من لم يقصد إفهامه فليس الاحتمال منحصرا بهذين، كي يرفع بأصالة عدم الخطأ والغفلة بل من الممكن أن تكون بين المتكلم ومن قصد إفهامه قرينة حالية أو مقالية على إرادة خلاف الظاهر واختفت على من لم يقصد إفهامه، وليس هناك أصل عقلائي يرفع هذا الاحتمال (نعم) قد يتعلق غرض المتكلم أو الكاتب بإفهام كل من يسمع أو ينظر فيه كالكتب العلمية والوصايا والأقارير و غير ذلك فيكون