منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٢
إذا كانت واصلة إلى الفعلية (وبعبارة أخرى) ملكات النفس ملكة أي علم وفن أو أي ملكة كانت باقية ببقاء النفس ولا سبيل إلى فنائها و دثورها إلا بفناء النفس ودثورها والحاصل أن ملكة الاجتهاد إذا حصلت للنفس فهي لا تزول بواسطة الأهوال والشدائد التي تعرض على الانسان حال الاحتضار.
(الثالث) أن الانسان بعد الموت يكون جمادا كسائر الجمادات لا إدراك ولا شعور له كما هو مشاهد بالوجدان فكيف يبقى له رأي وهل هذا إلا وجود الصفة بدون الموصوف والعرض بلا معروض (ولكن أنت خبير) بأن هذا الكلام لا يستقيم إلا على مذهب من يقول بأن من مات فات وينكر الحشر والنشور أو من ينكر تجرد النفس وبقائها بعد بوار البدن ولا بد له حينئذ من القول بأن المعاد خلق جديد أو إعادة للمعدوم وهذه أمور يتنفر عنها الطبع الصحيح وينكرها العقل الصريح ومخالف لما صدر مستفيضا بل متواترا من النبي وأهل بيت العصمة صلوات الله عليهم بل القرآن الكريم في موارد متعددة وآيات كثيرة (نعم لو وصل) الامر إلى الشك وانه هل يبقى الرأي للميت ربما يقال بأن العرف لا يساعد على جريان الاستصحاب من جهة أنه يرى للموصوف بالرأي السابق أي في القضية المتيقنة غير من هو صاحب الرأي في القضية المشكوكة أي يرى الحي والميت موضوعين (ولذلك) لا يجري الاستصحاب إذا قلنا بأن المناط في وحدة القضية المتيقنة والمشكوكة بنظر العرف كما هو الصحيح (ولكن أنت خبير) بأنه لا يصل الامر إلى الشك بل الرأي باق وقد بينا أنه بعد حصول الملكة للنفس لا تزول ببوار البدن وخرابه.
(وأما ما يقال) من أنه نرى بالعيان أنه لو حصل اختلال في البدن يؤثر هذا الاختلال في النفس كما أنه لو وقع ضرب شديد على هامته أو سقط من مكان عال يختل أفكاره لاختلال دماغه بواسطة تلك الضربة أو
(٦٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 647 ... » »»