منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٠
مخالفة المحقق الأردبيلي ومن يقول بمقالقته لان تجويزهم تقليد الميت ابتدأ في ظرف عدم إمكان الرجوع إلى الحي فيكون خارجا عن محل البحث (الثاني) ما ذكره المحقق الثاني والوحيد البهبهاني وجمع آخر من عدم بقاء الرأي للمجتهد بعد موته فليس هاهنا شي حتى يكون موضوعا للحجية وهذا الدليل هو عمدة أدلتهم لان الاجماع - مضافا إلى مخالفة الأخباريين وهم شطر كبير من علمأ الشيعة وجمع من المجتهدين - في أمثال المقام مما يكون للمجمعين مدارك عقلية ونقلية ويسندون فتاواهم إلى تلك المدارك. ليس هو الاجماع الاصطلاحي الذي بنينا على حجيته في الأصول (وبيانه من وجوه) (الأول) من جهة أنه بعد الموت ينكشف له الواقعيات فاستنباطه الظني يتبدل لا محالة أما إلى العلم بخلاف ما استنبط في حال الحياة لو كان اجتهاده خطأ في تلك الحالة أو إلى العلم على وفقه إن لم يكن خطأ فلا يبقى ذلك الاجتهاد والاستنباط (والجواب) أن هذا توهم محض لان النفس كل صورة علمية حصلت لها من تصور أو تصديق أو ملكة من الملكات الفضيلة أو الرذيلة تحشر مع تلك الملكات والصور علمية كانت أو ظنية لا تزيد ولا تنقص كما هو محقق في محله (وبعبارة أخرى) النفس في بدأ خلقتها ليس فيها شي من العلوم والصور حتى البديهيات بل صرف استعداد لتحصيل العلوم ولذلك تسمى النفس في هذه المرتبة بالعقل الهيولاني وبعد ما وهبها الله تعالى البديهيات فإذا شرع في التكسب يحصل من هذه التصورات البديهية والتصديقات البديهية التي وهبها الله لها التصورات النظرية والتصديقات النظرية فكل شي اكتسبها وحصل لها من الصور العلمية من التصورات والتصديقات يبقى له إذا كان في حال الحياة بلغ إلى مرتبة العقل بالفعل وكل شي لم يكتسبه ولم يحصله باقية على جهلها بالنسبة إليه ولعل هذا هو المراد من قوله صلى الله عليه وآله من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى
(٦٤٠)
مفاتيح البحث: الموت (3)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 635 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 ... » »»