منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٦٤١
فدعوى أن جميع الواقعيات ينكشف له لا أساس له.
(هذا مع) أنه يمكن أن يقال فبنأ على ما ذكر من المحتمل بقاء الرأي غاية الامر كان ظانا به وبعد الموت يصير متيقنا واختلاف الظن و اليقين لا يوجب تبدل الرأي فيستصحب بقائه وأثره بقاء حجيته والحاصل أن الرأي عبارة عن تلك القضية الذهنية والظن واليقين يتعلقان بنسبة تلك القضية ومعلوم أن اختلاف نسبتها من حيث الشك واليقين لا يضر بوحدة القضية لان اليقين إما عبارة عن تأكد الاعتقاد بوقوع النسبة أو لا وقوعها أو الاذعان بأحدهما مع عدم احتمال الخلاف وعلى كل واحد من التقديرين الاعتقاد الظني محفوظ في ضمن الاعتقاد العلمي كما أن لنفس العلم أيضا مراتب والمرتبة الدنيا محفوظة في ضمن المرتبة العليا فلا مانع من جريان الاستصحاب عند احتمال وجوده وبقائه أي ذلك الرأي ولو كان بقائه في ضمن اليقين به (اللهم) إلا أن يقال بعدم مساعدة العرف على ذلك كما أنه لا يساعد على استصحاب بقاء الاستحباب في ضمن الوجوب.
(الثاني) أنه بواسطة أهوال حال الاحتضار وشدتها يذهل عن الصور التي في ذهنه وتزول تلك الصور ولا طريق إلى إرجاعها بعد الموت لان إعادة تلك الصور لا بد وأن تكون بوسيلة قوة جسمانية وهي الحافظة وبعد الموت وخراب البدن تبطل تأثير القوى الجسمانية الموجودة فيه (وأنت خبير) بأن كثرة الاضطراب والاهوال الشديدة توجب الذهول عن الصور الخيالية أو المدركات الوهمية وأما إدراك الكليات والمسائل العقلية (وبعبارة أخرى) التصديقات الكلية أي القضايا الحقيقية من أي علم وفن كان لا ربط لها بالقوى الجسمانية وأفاعيلها حتى تذهل النفس عنها (وذلك) كما أن أهوال يوم الحشر توجب (ذهول المرضعة عما أرضعت) وهو معنى وهمي لأنه إدراك مضاف إلى المادة فالقضايا الكلية محفوظة في صقع
(٦٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 ... » »»