منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٠
هو مناط المعارضة هو هذا الظهور الكاشف عن المراد وبه يكون الكلام حجة وما ليس بحجة كيف يمكن أن يعارض حجة أخرى؟ (و مما ذكرنا) تعرف ما في كلام أستاذنا المحقق (قده) حيث يقول في كتابه مقالات الأصول والتحقيق أن مدار الجمع بعد ما كان على تقديم أقوى الظهورين وان القرائن المنفصلة لا توجب انقلاب الظهور أيضا (فلا محيص) حينئذ من لا بدية ملاحظة كل واحد مع الاخر في نفسها مع قطع النظر عن جمع كل واحد مع الغير إذ المفروض أن الجمع لا يوجب انقلاب الظهور شدة وضعفا. انتهى موضع الحاجة من كلامه (وأنت عرفت) أن الظهور الذي لا ينثلم غير الظهور الذي عليه مدار الحجية أي: الظهور التصديقي الكاشف عن مراد المتكلم وهذا الظهور هو الذي مناط الحجية وعليه يدور وقوع التعارض بين الأدلة وهو لا يبقى مع وجود القرينة المنفصلة على الخلاف.
(إذا ظهر لك) ما ذكرنا فلا بأس بذكر جملة من صور التعارض بين أكثر من دليلين لكي يميز بين ما تنقلب النسبة بينها وبين ما لا تنقلب (الصورة الأولى) هي أن يكون عامين من وجه مع ما هو الأخص من أحدهما مثل قوله (أكرم العلماء ولا تكرم الفساق من العلماء و يستحب إكرام العدول) فالنسبة بين قوله (أكرم العلماء) وقوله (يستحب إكرام العدول) عموم وخصوص من وجه وقوله (لا تكرم الفساق من العلماء) أخص مطلقا من قوله (أكرم العلماء) فيخصص به وبعد التخصيص به تنقلب النسبة - بين قوله (أكرم العلماء) وبين قوله (يستحب إكرام العدول) - من العموم من وجه إلى العموم والخصوص المطلق لان أكرم العلماء بعد التخصيص بلا تكرم الفساق من العلماء يصير عبارة عن وجوب إكرام العالم العادل (فيكون) قوله يستحب إكرام العدول أعم مطلقا منه، وهذا معنى انقلاب النسبة.
(٥٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 575 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 ... » »»