منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٤
خصوص إكرام العالم الفاسق لان العالم غير الفاسق خرج عن تحت العام بالتخصيص (ومعلوم) أن بين قوله يستحب إكرام العالم الفاسق مع قوله لا تكرم الفساق عموم وخصوص مطلق بعد ما كانت بين العامين قبل التخصيص عموم وخصوص من وجه (والثاني) فيما إذا كان مفاد الخاص إخراج مادة الاجتماع كما أنه لو قال - بعد العامين المذكورين - يكره إكرام العالم الفاسق فيخصص هذا الخاص كلا العامين. أما قوله يستحب إكرام العلماء فيكون مفاده بعد ورود هذا الخاص استحباب إكرام العالم غير الفاسق، ومفاد العام الاخر أي قوله لا تكرم الفساق بعد ورود هذا الخاص وتخصيصه به حرمة إكرام الفاسق غير العالم (ومعلوم) أن بينهما تباين، وسر انقلاب النسبة إلى أحد الوجهين في المفروض واضح فلا نطول الكلام.
(الصورة الخامسة) فيما إذا ورد عامان متعارضان بالتباين كقوله (أكرم العلماء) وقوله (لا تكرم العلماء) فلو ورد دليل آخر أي خاص خصص أحد العامين فالنسبة تنقلب من التباين إلى العموم والخصوص المطلق مثلا لو قال بعد العامين المذكورين (لا تكرم العالم الفاسق) فيصير مفاد أكرم العلماء وجوب إكرام العالم غير الفاسق وهو أخص مطلقا من العام الاخر أعني قوله (لا تكرم العلماء) فيخصصه وكذلك لو كان الخاص مخصص العام الاخر كما لو قال في المثال المذكور بعد العامين ويكره إكرام العالم الفاسق فيخصص لا تكرم العلماء به وتنقلب النسبة من التباين إلى العموم والخصوص المطلق (وقد يرد) دليل آخر يوجب انقلاب نسبة العامين من التباين إلى العموم والخصوص من وجه، وذلك كما إذا ورد في المثال المذكور دليل رابع وخصص وجوب إكرام العلماء بالفقهاء بعد تخصيص العام الاخر أعني قوله (لا تكرم العلماء) بخصوص
(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 ... » »»