فيه فان وجود المفهوم وعدمه سيان في عدم ترتيب تلك الآثار (نعم) اشتمالها على المفهوم يؤثر في مورد آخر، مثل ما لو أوصى بدرهم من ماله لزيد ان زار قبره ثم أوصى بإعطاء درهم من ماله على تقدير عدم الزيارة فيظهر أثر الاشتمال على المفهوم في هذا المقام فان ظهوره يعارض ظهور هذا الكلام على تقدير القول بالمفهوم فلا بد من ملاحظة ما هو الاظهر منهما والاخذ به ولا معارضة على التقدير الاخر من جهة عدم ظهور هذا الكلام في الانتفاء عند الانتفاء قوله إشكال ودفع:
اعلم أن التعليق لا يكون الا بعقد ثبوتي وآخر سلبي كوجوب الاكرام عند المجئ وعدمه عند عدمه وكوجود الضوء عند طلوع الشمس وعدمه عند عدمه، وعليه فلا يعقل التعليق الا في المفاهيم الكلية القابلة لورود الايجاب والسلب عليها، اما الموجودات الخارجية فلا سلب فيها كي يتطرق إليها التعليق، فكل شئ تشخص ووجد وتحقق فقد تنجز والتنجيز ضد التعليق وعليه فكل انشاء غير قابل للتعليق فان العناوين الانشائية هي العناوين التي تتنجز وتتحقق بمجرد ذكر ألفاظها مستعملة في معانيها ومن ذلك عنوان الاخبار فإنه عنوان إنشائي يتحقق بمجرد قول زيد قائم في مقام الحكاية ومع التنجز كيف يصح التعليق فإذا قيل كلما قدم العالم قام زيد لم يكن المعلق عنوان الاخبار فان الاخبار حصل فعلا وتنجز قدم العالم أو لم يقدم و كذلك إذا قيل أكرم زيدا ان جاءك ليس المعلق انشاء البعث فإنه يحصل فعلا بمجرد قول أكرم وهكذا إذا قيل ليتني مت إذا كان كذا ليس المعلق انشاء التمني إذ هو حاصل بمجرد قول ليت وكذا في مثل الحمد لله عند كل نعمة، انشاء الحمد حاصل في الحال وهذا واضح لا ينبغي التأمل فيه، انما الاشكال فيما يرجع إليه التعليق في الجمل الاخبارية والانشائية وان هناك مفهوما كليا يمكن إرجاع التعليق إليه وراء عنوان الاخبار وباقي العناوين الانشائية أوليس وراء ذلك شئ الا في الجمل الاخبارية وقد ذهب المصنف (قده) إلى الأول خلافا لشيخه (قده) وهما متفقان في رجوع التعليق في الجمل الاخبارية إلى المخبر به وهو قيام زيد بتقريب ان القيام تارة يخبر عنه على إطلاقه وأخرى يقيد أو يعلق فيخبر عن المقيد أو المعلق ومختلفان في الجمل الانشائية ويبتنى هذا الاختلاف على اختلاف في المبنى و هو ان مداليل الهيئات جزئية أو كلية وحيث إن مختار المصنف (قده) هو الكلية اختار عود التعليق في الجمل الانشائية