وما فرط الله في القرآن من شئ يصلح شأن العباد في دنياهم والدين وقد دامت آياته الباهرة تتلى وهي تتألق بأنوارها في قلوب المؤمنين وقد سبقت علومه مستحدثات العلم والعلماء ولم يكونوا لها سابقين لان القرآن أتى بكليات العلوم دون تفصيل لها لأنه كتاب شرع ودين لقد ظن البعض أن معجزة القرآن في بلاغته وفاتهم أنه كنز من العلم ثمين.
وقد أنزل الله في القرآن كل ما تحتاج إليه البشرية من دستور عالمي رشيد ووضح فيه بأسلوب عذب ما يسعد وما يشقى وما يضر الناس وما يفيد وحذر العباد من فتنة الدنيا وزينتها، وخوفهم من هول يوم القيامة الشديد وبين لهم فيه طرق الهدى بيانا يقبله العقل ولا حاجه بعده إلى مزيد فهو كتاب الله الذي يتمشى مع الفطرة السليمة وأنه عنها لا يحيد وهو بهذه الحقيقة يغزو القلوب التي آمنت به طوعا بغير ترهيب أو تهديد لأنه كلام مشرق بنور الحق لا غموض فيه أبدا وفيه إقناع ومنطق سديد.