القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٦٠
وقد أطلق عليها علماء الفلك من العرب اسم المجرة لأنها تشبه النهر الجاري، وقوام الكون المرئي يربو حتى الآن على ألف مليون مجرة تظهر على الألواح الفوتوغرافية التي يستخدمها العلماء لتصويرها، أما الكون غير المرئي فلا يعلمه إلا الله الذي وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم وتتباعدا المجرات بعضها عن بعض بسرعة هائلة فيتسع تبعا لذلك حجم الكون وتتولد فيه مجرات جديدة من الغازات الكونية بنفس الطريقة التي تكونت بها المجرات القديمة وهذا ما يطلق عليه العلماء نظرية تمدد الكون مصداقا لقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) والكرة الأرضية موجودة في إحدى هذه المجرات المعروفة باسم طريق التبانة لأنها تشبهه منظر التبن عندما يتبعثر على الطريق، والكرة الأرضية هي إحدى أقراد المجموعة الشمسية التي سيأتي الكلام عنها فيما بعد.
معنى السماء ترد كلمة السماء والسماوات مرارا وتكرارا في القرآن، وإليك بيانا وتعريفا علميا عنها:
يفسر العلم السماء بأنها الكرة الكونية الجامعة لكل الأفلاك والنجوم في مجرتنا أي حدود عالمنا المادي، وهذا يوافق تفسير الإمام محمد عبده إذ يقول:
السماء اسم لما علاك وارتفع فوق رأسك، وأنت إنما تتصور عند سماعك لفظ أسماء هذا الكون الذي فوقك، وفيه الشمس والقمر وسائر الكواكب تجرى في مسالكها وتتحرك في مداراتها، وهذا هو السماء، وقد بناه الله أي رفعه وجعل كل كوكب منه لبنة من بناء سقف فيه أو جدران تحيط به، وقد تجاذبت هذه الكواكب السيارة بعضها إلى بعض برباط الجاذبية العامة كما تربط أجزاء البناء
(٦٠)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست