تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ٢٥٩
«أنما أموالكم وأولادكم فتنة» بلاء ومحنة يوقعونكم في الاثم من حيث لا تحتسبون «والله عنده أجر عظيم» لمن آثر محبة الله تعالى وطاعته على محبة الأموال والأولاد والسعي في تدبير مصالحهم «فاتقوا الله ما استطعتم» اى أبذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم «واسمعوا» مواعظه «وأطيعوا» أوامره «وأنفقوا» مما رزقكم في الوجوه التي أمركم بالإنفاق فيها خالصا لوجهه «خيرا لأنفسكم» أي ائتوا خيرا لأنفسكم وافعلوا ما هو خير لها وانفع وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر وبيان لكون الأمور المذكورة خيرا لأنفسهم ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي إنفاقا خيرا أو خبرا لكان مقدرا جوابا الأوامر أي يكن خيرا لأنفسكم «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون» الفائزون بكل مرام «إن تقرضوا الله» بصرف أموالكم إلى المصارف التي عينها «قرضا حسنا» مقرونا بالإخلاص وطيب النفس «يضاعفه لكم» بالواحد عشرة إلى سبعمائة وأكثر وقرئ يضعفه لكم «ويغفر لكم» ببركة الإنفاق ما فرط منكم من بعض الذنوب «والله شكور» يعطى الجزيل بمقابلة النزر القليل «حليم» لا يعاجل بالعقوبة مع كثرة ذنوبكم «عالم الغيب والشهادة» لا يخفى عليه خافية «العزيز الحكيم» المبالغ في القدرة والحكمة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة