تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ٢٠٥
جعل الجملة الأسمية وأعيد ذكر الإيمان والإنفاق وكرر الإسناد وفخم الأجر بالتنكير ووصف بالكبير وقوله عز وجل «وما لكم لا تؤمنون بالله» استئناف مسوق لتوبيخهم على ترك الإيمان حسبما أمروا به بإنكار أن يكون لهم في ذلك عذر ما في الجملة على ان لا تؤمنون حال من الضمير في لكم والعامل ما فيه من معنى الاستقرار أي أي شيء حصل لكم غير مؤمنين على توجيه الإنكار والنفي إلى السبب فقط مع تحقق المسبب لا إلى السبب والمسبب جميعا كما في قوله تعالى وما لي لا أعبد الذي فطرني فإن همزة الاستفهام كما تكون تارة لإنكار الواقع كما في أتضرب أباك وأخرى لإنكار الوقوع كما في أأضرب أبي كذلك ما الاستفهامية قد تكون لإنكار سبب الواقع ونفيه فقط كما فيما نحن فيه وفي قوله تعالى مالكم لا ترجون لله وقارا فيكون مضمون الجملة الحالية محققا فإن كلا من عدم الإيمان وعدم الرجاء امر محقق قد أنكر ونفى سببه وقد تكون لإنكار سبب الوقوع ونفيه فيسريان إلى المسبب أيضا كما في قوله تعالى وما لي لا أعبد إلى آخره فيكون مضمون الجملة الحالية مفروضا قعا فإن عدم العبادة أمر مفروض حتما قد انكر ونفى سببه فانتفى نفسه أيضا وقوله تعالى «والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم» حال من ضمير لا تؤمنون مفيدة لتوبيخهم على الكفر مع تحقق ما يوجب عدمه بعد توبيخهم عليه مع عدم ما يوجبه أي وأي عذر في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه وينبهكم عليه وقوله تعالى «وقد أخذ ميثاقكم» حال من مفعول يدعوكم أي وقد أخذ الله تعالى ميثاقكم بالإيمان من قبل وذلك بنصب الأدلة والتمكين من النظر وقرئ وقد اخذ مبنيا للمفعول برفع ميثاقكم «إن كنتم مؤمنين» الموجب ما فإن هذا موجب لا موجب وراءه «هو الذي ينزل على عبده» حسبما يعن لكم من المصالح «آيات بينات» واضحات «ليخرجكم» اى الله تعالى أو العبد بها «من الظلمات إلى النور» من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان «وإن الله بكم لرؤوف رحيم» حيث يهديكم إلى سعادة الدارين بإرسال الرسول وتنزيل الآيات بعد نصب الحجج العقلية وقوله تعالى «وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله» توبيخ لهم على ترك
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)، السب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة