الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٩٠
يقطعه النار ويرجو أن يدخله الجنة فيناديه مناد انه لا يدخل الجنة مشرك فيقول رب أبى ووعدت ان لا تخزيني قال فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في صورة ضبعان فإذا رآه كذلك تبرأ منه وقال لست بابى قال فكنا نرى أنه يعنى إبراهيم وما سمى به يومئذ * وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر فترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصيني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزى أخزى من أبى الأبعد فيقول الله انى حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار * وأخرج أحمد عن رجل من بنى كنانة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة * قوله تعالى (الا من أتى الله بقلب سليم) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال كان يقال سليم من الشرك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال من الشرك ليس فيه شك في الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عون قال ذكروا الحجاج عند ابن سيرين فقال غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت وما هو قال إن كان لقى الله بقلب سليم فقد أصاب الذنوب خير منه قلت وما القلب السليم قال إن يعلم أنه لا إله إلا الله * قوله تعالى (وأزلفت الجنة) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأزلفت الجنة للمتقين قال قربت لأهلها * وأخرج ابن أبي شيبة عن نبيح ابن امرأة كعب قال تزلف الجنة ثم تزخرف ثم ينظر إليها من خلق الله من مسلم أو يهودي أو نصراني الا رجلان رجلا قتل مؤمنا متعمدا أو رجلا قتل معاهدا متعمدا * قوله تعالى (فكبكبوا فيها) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فكبكبوا فيها قال جمعوا فيها هم والغاوون قال مشركو العرب والآلهة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد فكبكبوا قال رموا * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدى فكبكبوا فيها قال في النار هم قال الآلهة والغاوون قال مشركو قريش وجنود إبليس قال ذرية إبليس ومن ولد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والغاوون قال الشياطين * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس يمرون يوم القيامة على الصراط والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا فيقولون رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط عبادي حق على أن لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم ورضيت عنكم فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين قال الله فكبكبوا فيها هم والغاوون قال ابن عباس ادخروا فيها إلى آخر الدهر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتي ستحشر يوم القيامة فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها فيميزون على حدة فيسيل عندهم سيل من دم ثم يقول لهم الداعي أعيدوا هذه الدماء في أجسادها فيقولون كيف نعيدها في أجسادها فيقول احشروهم إلى النار فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال إن القوم قد كانوا يهللون فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي امامة ان عائشة قالت يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم في ثلاث مواطن عند الميزان وعند النور والظلمة وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت يا رسول الله وما الصراط قال طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى والملائكة صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون سلم سلم وأفئدتهم هواء فمن شاء الله
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست