الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٥١
فيه فذلك قوله يوم التناد يعنى بتشديد الدال يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم وذلك قوله وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم وقوله يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان وقوله وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها يعنى ما تشقق فيها فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصوت فاقبلوا إلى الحساب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله يوم التناد قال ينادى كل قوم بأعمالهم فينادى أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار يوم تولون مدبرين إلى النار مالكم من الله من عاصم أي من ناصر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد قال ينادى أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال وينادى أهل النار أهل الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه يوم تولون مدبرين قال قادرين غير معجزين * قوله تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قال رؤيا يوسف عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال بغير برهان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن عند الله وما رآه المؤمنون سيأ فهو سيئ عند الله وكان الأعمش رضي الله عنه يتأول بعده كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا * وأخرج عبد ابن حميد عن عاصم رضي الله عنه كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر مضاف لا ينون في قلب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا قال كان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه لعلى أبلغ الأسباب قال الأبواب أسباب أي أبواب السماوات وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل قال فعل ذلك به وزين له سوء عمله وما كيد فرعون الا في تباب أي في ضلال وخسار * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يا هامان ابن لي صرحا قال أوقد على الطين حتى يكون الآجر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح رضى الله عن في قوله أسباب السماوات قال طرق السماوات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا في تباب قال خسران * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في تباب قال في خسار * وأخرج عبد حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ وصدوا عن السبيل برفع الصاد * قوله تعالى (يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحياة الدنيا متاع وليس من متاعها شئ خيرا من المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وان الآخرة هي دار القرار استقرت الجنة بأهلها واستقرت النار بأهلها من عمل سيئة قال الشرك فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا أي خيرا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فأولئك يدخلون الجنة بنصب الياء * قوله تعالى (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة) الآية * أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة قال إلى الايمان وفي قوله لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا قال الوثن ليس بشئ وان المسرفين السفاكين الدماء بغير حقها هم أصحاب النار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة قال لا يضر ولا ينفع وان المسرفين هم أصحاب النار قال 7 جميع أصحابنا ان المسرفين هم أصحاب النار * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله فوقاه الله سيأت ما مكروا قال كان قبطيا من قوم فرعون فنجا مع موسى وبنى إسرائيل حين نجوا * قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن هذيل بن شرحبيل رضي الله عنه قال إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر وأولاد المسلمين الذين لا يبلغوا الحنث في أجواف عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح * وأخرج عبد بن حميد
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست