الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٧
حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال حملة العرش كلهم على صورة قيل يا عكرمة وما صور فأمال خده قليلا * وأخرج عبد ابن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال لا تستطيع الملائكة الذين يحملون العرش أن ينظروا إلى ما فوقهم من شعاع النور * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حملة العرش ما بين منكب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام وذكر ان خطوة تلك الملك ما بين المشرق والمغرب * وأخرج عبد بن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة وأهل السماء السابعة أشد خوفا من أهل السماء التي تليها وأهل السماء التي تليها أشد خوفا من التي تليها * وأخرج البيهقي عن عروة رضي الله عنه قال حملة العرش منهم من صورته صورة الانسان ومنهم من صورته صورة النسر ومنهم من صورته صورة الثور ومنهم من صورته صورة الأسد * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال ما جمعكم قالوا اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته فقال لن تدركوا التفكر في عظمته ألا أخبركم ببعض عظمة ربكم قيل بلى يا رسول الله قال إن ملكا من حملة العرش يقال له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة في مثله من خليفة ربكم تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال في بعض القراءة الذين يحملون العرش فالذين حوله الملائكة يسبحون بحمد ربهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ويستغفرون للذين آمنوا قال مطرف بن عبد الله بن الشخير وجدنا أنصح عباد الله لعباده الملائكة عليهم السلام ووجدنا أغش عباد الله لعباده الشياطين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال في بعض القراءة الذين يحملون العرش في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال طاعتك وفي قوله وأدخلهم جنات عدن قال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا كعب ما عدن قال قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله وقهم السيئات قال العذاب * قوله تعالى (ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال إذا كان يوم القيامة فرأوا ما صاروا إليه مقتوا أنفسهم فقيل لهم لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مقتوا أنفسهم لما دخل المؤمنون الجنة وأدخلوا النار فأكلوا أنا ملهم من المقت قال ينادون في النار لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون لي الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم الآية يقول لمقت الله أهل الضلالة حين يعرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وأبوا أن يقبلوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن زر الهمداني رضي الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال هذا شئ يقال لهم يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم فيقال لهم لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم الآن حين علمتم انكم من أصحاب النار * قوله تعالى (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال هي مثل التي في البقرة كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ثم أخرجهم فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم بعد الموت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال كنتم أمواتا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة ثم أحياكم فهذه حياة ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما ميتتان وحياتان فهو كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست