الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٠
* قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا الآية قال هذا بعد القتل الأول ولفظ عبد بن حميد هذا قتل غير القتل الأول الذي كان * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وقال فرعون ذروني أقتل موسى قال أنظر من يمنعه منى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه انى أخاف ان يبدل دينكم وان يظهر في الأرض الفساد قال إن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه انى أخاف ان يبدل دينكم أي أمركم الذي أنتم عليه وان يظهر في الأرض الفساد والفساد عنده ان يعمل بطاعة الله ان الله لا يهدى من هو مسرف كذاب قال المشرك أسرف على نفسه بالشرك * قوله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يكن في آل فرعون مؤمن غيره وغير امرأة فرعون وغير المؤمن الذي أنذر موسى عليه السلام الذي قال إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك قال ابن المنذر أخبرت ان اسمه حزقيل * وأخرج عبد بن حميد عن أبي اسحق رضي الله عنه قال كان اسم الرجل الذي آمن من آل فرعون حبيب * وأخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه من طريق عروة رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أخبرني باشد شئ صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فاخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقبل أبو بكر رضي الله عنه فاخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أتقتلون رجلان ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان أشد من أن طاف بالبيت ضحى فلقوه حين فرغ فاخذوا بمجامع ردائه وقالوا أنت الذي تنهانا عما كان يعبد آباؤنا قال انا ذاك فقام أبو بكر رضي الله عنه فالتزمه من ورائه ثم قال أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدى من هو سرف كذاب رافعا صوته بذلك وعيناه يسحان حتى أرسلوه * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غشى عليه فقام أبو بكر رضي الله عنه فجعل ينادى ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله قالوا من هذا قال هذا ابن أبي قحافة * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما نحوه * وأخرج البزار وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن علي رضي الله عنه انه قال أيها الناس أخبروني بأشجع الناس قالوا أنت قال لا قالوا فمن قال أبو بكر رضي الله عنه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش هذا يحثه وهذا يبلبله وهم يقولون أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا قال فوالله ما دنا منا أحد الا أبو بكر رضي الله عنه يضرب هذا ويجاهد هذا وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله ثم رفع على رضي الله عنه بردة كانت عليه فبكى حتى أخضلت لحيته ثم قال أنشدكم بالله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر رضي الله عنه خير من مؤمن آل فرعون ذاك رجل يكتم ايمانه وهذا رجل أعلن ايمانه * قوله تعالى (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس مثل دأب مثل حال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثل دأب قوم نوح قال هم الأحزاب قوم نوح وعاد وثمود * قوله تعالى (ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد) * أخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها فتكون الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الرب فينزلون فيحيطون بالأرض ومن بهائم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك الأعلى ليسري جهنم فإذا رآها أهل الأرض هربوا فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض الا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست