الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٨
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه قال كانوا أمواتا فأحياهم الله تعالى فأماتهم ثم يحييهم الله تعالى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى في الدنيا ثم أماتهم الموتة التي لابد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما حياتان وموتتان فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فهل إلى كرة إلى الدنيا من سبيل * قوله تعالى (فادعوا الله مخلصين له الدين) * أخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ولا إله إلا الله ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون * قوله تعالى (يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يلقى الروح من أمره قال الوحي والرحمة لينذر يوم التلاق قال يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض والخالق وخلقه يوم هم بارزون ولا يسترهم جبل ولا شئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يوم التلاق ويوم الآزفة ونحو هذا من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذره عباده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ قال واليوم لا يخفى على الله منهم شئ ولكنهم برزوا لله يوم القيامة لا يستترون بجبل ولا مدر * قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * أخرج عبد بن حميد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ينادى مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الاحياء والأموات وينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * وأخرج ابن أبي الدنيا في البعث والديلمي عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد بين الصيحة يا أيها الناس أتتكم الساعة ومد بها صوته يسمعه الاحياء والأموات وينزل الله إلى السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * قوله تعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) الآية * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر رضي الله عنه قال بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في القصاص فاتيت بعيرا فشددت عليه رحلي ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت مصر فاتيت عبد الله بن أنيس فقلت له حديث بلغني عنك في القصاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد حفاة عراة غرلا قلنا ما هما قال ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك انا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لأحد من أهل النار ان يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منها حتى اللطمة قلنا كيف وان نأتي الله غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الذنوب ثلاثة فذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب لا يترك منه شئ فالذنب الذي يغفر العبد يذنب الذنب فيستغفر الله فيغفر له وأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك وأما الذنب الذي لا يترك منه شئ فمظلمة الرجل أخاه ثم قرأ ابن عباس رضي الله عنهما اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب يؤخذ للشاة الجماء من ذات القرون بفضل نطحها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يجمع الله الخلق يوم القيامة بصعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله عليها قط ولم يخط فيها فأول ما يتكلم ان ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب فأول ما يبدؤن به من الخصومات الدماء فيؤتى بالقاتل والمقتول فيقول سل عبدك هذا فيم قتلتني فيقول نعم فان قال قتلته لتكون العزة لله فإنها له وان قال قتلته لتكون العزة لفلان فإنها ليست له ويبوء بإثمه فيقتله ومن كان قتل بالغين ما بلغوا ويذوقوا الموت كما ذاقوه في الدنيا * وأخرج الخطيب في تاريخه بسند واه عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم حفاة عراة غرلا فقالت عائشة رضي الله عنها وا سوأتاه ينظر بعضا إلى بعض فضرب على منكبها وقال يا بنت أبي قحافة شغل الناس يومئذ عن النظر وسموا بأبصارهم إلى السماء موقوفون أربعين سنة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتكلمون سامين أبصارهم إلى
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست