الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٧
سبحانك رب تبارك وتعاليت ذا الجلال والاكرام أنت الباقي وجبريل الميت الفاني ويأخذ روحه في الخفقة التي يخفق فيها فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله الآية قال فكان ممن استثنى الله جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول الله وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الكريم وعبدك جبريل وملك الموت فيقول توف نفس جبريل ثم يقول وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت فيقول مت ثم ينادى أنا بدأت الخلق وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون فلا يجيبه أحد ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو لله الواحد القهار ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المنذر عن جابر فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله قال استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه الا من شاء الله قال هم حملة العرش * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ما يبقى أحد الا مات وقد استثنى والله أعلم بثنياه * وأخرج أحمد ومسلم عن عمر قال قال رسول الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين يوما وأربعين عاما أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه الله تعالى ثم يلبث الناس بعده سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من الايمان الا قبضته حتى لو كان أحدهم في كبد جبل لدخلت عليه ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول الا تستجيبون فيأمرهم بالأوثان فيعبدوها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد الا صغى وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد الا صعق ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وقفوهم انهم مسؤلون ثم يقال اخرجوا بعث النار فيقال من كم فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذلك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون عاما قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الانسان شئ الا يبلى الا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة * وأخرج أبو داود في البعث وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن فصعق من في السماوات ومن في الأرض وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطرا فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ومن الانسان عظم لا تأكله الأرض عجب ذنبه ومنه يركب جسده يوم القيامة * واخرج ابن أبي عاصم في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم تأكله الأرض الا عجب الذنب ينبت ويرسل الله ماء الحياة فينبتون منه نبات الخضر حتى إذا خرجت الأجساد أرسل الله الأرواح فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف ثم ينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال بين النفختين أربعون سنة الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيى الله بها كل ميت * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر وأن أعرابيا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصورة فقال قرن ينفخ فيه * وأخرج مسدد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الصور كهيئة القرن ينفخ فيه * وأخرج سعيد بن منصور واحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن حبان وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست