الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٨٢
سنرفع لك في الفداء ما أحببت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيكم خيرا من ذلك قالوا وما هو قال أخيره فان اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا زيد أتعرف هؤلاء قال نعم هذا أبى وعمى وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا من قد عرفته فان اخترتهم فاذهب معهم وان اخترتني فانا من تعلم فقال زيد ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت منى بمكان الوالد والعم قال له أبوه وعمه يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال ما أنا بمفارق هذا الرجل فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصه عليه قال أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطابت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل زيد في الجاهلية يدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم فدعى زيد بن حارثة وأخرج ابن عساكر من طريق زيد ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا كان عامر بن ربيعة يقال له عامر بن الخطاب واليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة وسالم مولى أبى حذيفة والمقداد بن عمرو ادعوهم لآبائهم الآية * وأخرج ابن جرير عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال قال الله أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فانا ممن لا يعلم أبوه وأنا من إخوانكم في الدين * وأخرج ابن جرير عن قتادة أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله أعدل عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فإذا لم تعلم من أبوه فإنما هو أخوك في الدين ومولاك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم قال إن لم تعرف أباه فأخوك في الدين ومولاك مولى فلان * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في الآية يقول إن لم تعملوا لهم آباء تدعوهم إليهم فانسبوهم إخوانكم في الدين إذ تقول عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الأسماء وان يدعى إلى اسم مولاه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم يقول أخوك في الدين ومولاك مولى بنى فلان * وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال لما نزلت ادعوهم لآبائهم لم يعرفوا لسالم أنا ولكن مولى أبى حذيفة انما كان حليفا لهم * واخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به قال هذا من قبل النهى في هذا وغيره ولكن ما تعمدت قلوبكم بعد ما أمرتم وبعد النهى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به الآية قال لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى انه أبوه لم يكن عليك باس ولكن ما أردت به العمد * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله ما أخشى عليك الخطأ ولكن أخشى عليك العمد * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد * قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * أخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن الا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فانا مولاه * وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان المؤمن إذا توفى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم سال هل عليه دين فان قالوا نعم قال هل ترك وفاء لدينه فان قالوا نعم صلى عليه وان قالوا لا قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فإلى ومن ترك مالا فللوارث * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه فأيما رجل مات وترك دينا فإلى ومن ترك مالا فهو لورثته * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه * قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم قال يعظم بذلك حقهن
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست