الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٧٨
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قعد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا هذه الآية اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار فقالوا يا رسول الله نراه الكماة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكماة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله اجتثت من فوق الأرض قال استؤصلت من فوق الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال اعقلوا عن الله الأمثال * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ان رجلا لقى رجلا من أهل العلم فقال ما تقول في الكلمة الخبيثة فقال ما أعلم لها في الأرض مستقرا ولا في السماء مصعدا الا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة * وأخرج ابن جرير من طريق قتادة رضي الله عنه عن أبي العالية ان رجلا خالجت الريح رداءه فلعنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنها فإنها مأمورة وانه من لعن شيئا ليس له باهل رجعت اللعنة على صاحبها * قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا) الآية * أخرج الطيالسي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله سبحانه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال ذلك في القبر ان كان صالحا وفق وان كان لا خير فيه وجد اثلة * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد بن حنبل وهناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤسنا الطير وفى يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت ثم يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وان كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى تنتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادى مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توحد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول له أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك السوح ويخرج منها كأنتن
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست