الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٨٢
الزبير رضي الله عنه أنه سال جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن فتاني القبر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا ادخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن أقول انه رسول الله وعبده فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذي كان من النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كليهما فيقول المؤمن دعوني ابشر أهلي فيقال له أسكن وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار قال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على ايمانه والمنافق على نفاقه * وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن مردويه والبيهقي من طريق أبى سفيان عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له من ربك فيقول الله ربى والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي فينادى مناد أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول دعوني أخبر أهلي فيقال له أسكن * وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عمر إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك فقال يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال نعم قال أكفيكهما بإذن الله يا رسول الله * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون ثم يجلس فيقال له من ربك فيقول الله ربى ثم يقال له ما دينك فيقول الاسلام ثم يقال له من نبيك فيقول محمد فيقال وما علمك فيقول عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب ثم يفسح له في قبره مد البصر ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم الملكين اللذين يأتيان في القبر منكر ونكير * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة وابن عدي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر رضي الله عنه أترد إلينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بفيه الحجر * وأخرج ابن أبي داود في البعث والحاكم في التاريخ والبيهقي في عذاب القبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا قلت يا رسول الله وما منكر ونكير قال فتانا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه فامتحناك فان تعاييت أو تلويت ضرباك بها ضربة تصير بها رمادا قلت يا رسول الله وأنا على حالي هذه قال نعم قلت إذا أكفيكهما * وأخرج الترمذي وحسنه وابن أبي الدنيا وابن أبي عاصم والآجري والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه فيقال له نم فيقول ارجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولون نم كنومة العروس الذي لا يوقظه الا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فان كان منافقا قال سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدرى فيقولون قد كنا نعلم أنك كنت تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا قال وما منكر ونكير قال فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن في أشعارهما
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست