الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٧٩
ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدرى فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال التثبيت في الحياة الدنيا إذا جاء الملكان إلى الرجل والقبر فقالا له من ربك قال ربى الله قال وما دينك قال ديني الاسلام قال ومن نبيك قال نبي محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال في الآخرة القبر * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال المخاطبة في القبر من ربك وما دينك ومن نبيك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال هذا في القبر * وأخرج البيهقي في عذاب القبر عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بي يفتن أهل القبور وفيه نزلت يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت * وأخرج البزار عن عائشة قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وانا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر قبض روح المؤمن فيأتيه آت فيقول من ربك فيقول الله فيقول وما دينك فيقول الاسلام فيقول ومن نبيك فيقول محمد ثم يسال الثانية فيقول مثل ذلك ثم يسال الثالثة ويؤخذ أخذا شديدا فيقول مثل ذلك فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في عذاب القبر عن ابن عباس قال إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة فإذا مات مشوا معه في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول ربى الله فيقال له من رسولك فيقول محمد فيقال له ما شهادتك فيقول أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا الآية فيوسع له في قبره مد بصره وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطوا أيديهم والبسط هو الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره اقعد فقيل له من ربك فلم يرجع إليهم شيئا وأنساه الله ذكر ذلك وإذا قيل له من الرسول الذي بعث إليكم لم يهتد له ولم يرجع إليهم شيئا فذلك قوله ويضل الله الظالمين * وأخرج ابن جرير والطبراني والبيهقي في عذاب القبر عن ابن مسعود قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد فيوسع له قبره ويفرج له فيه ثم قرأ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية وان الكافر إذا دخل قبره أجلس فقيل له من ربك وما دينك ومن نبيكم فيقول لا أدرى فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ ابن مسعود ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده والطبراني في الأوسط عن أبي قتادة الأنصاري قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول الله فيقال له من نبيك فيقول محمد بن عبد الله فيقال له ذلك ثلاث مرات ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له انظر إلى منزلك لو زغت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إلى منزلك في الجنة ان ثبت وإذا مات الكافر أجلس في قبر
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست