الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٧٥
وفرغ من القضاء فمن يشفع لنا إلى ربنا فيقولون آدم خلقه الله بيده وكلمه فيأتونه فيقولون قد قضى ربنا وفرغ من القضاء قم أنت فاشفع إلى ربنا فيقول ائتوا نوحا فيأتون نوحا عليه السلام فيدلهم على إبراهيم عليه السلام فيأتون إبراهيم عليه السلام فيدلهم على موسى عليه السلام فيأتون موسى عليه السلام فيدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى عليه السلام فيقول أدلكم على العربي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي ان أقوم إليه فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط حتى آتي ربى فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ويقول الكافرون عند ذلك قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ما هو الا إبليس فهو الذي أضلنا فيأتون إبليس فيقولون قد وجد المؤمنين من يشفع لهم قم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا فيقوم إبليس فيثور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ثم يعظم لجهنم ويقول عند ذلك أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله وقال الشيطان لما قضى الامر الآية قال قام إبليس يخطبهم فقال إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم إلى قوله ما أنا بمصرخكم يقول بمغن عنكم شيئا وما أنتم بمصرخي انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة قام إبليس خطيبا على منبر من نار فقال إن الله وعدكم وعد الحق قوله وما أنتم بمصرخي قال بناصري انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال بطاعتكم إياي في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في هذه الآية قال خطيبان يقومان يوم القيامة إبليس وعيسى بن مريم فاما إبليس فيقوم في حزبه فيقول هذا القول واما عيسى عليه السلام فيقول ما قلت لهم الا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن من الناس من يذلله الشيطان كما يذلل أحدكم قعوده من الإبل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي قال ما أنا بنافعكم وما أنتم بنافعي انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال شركة عبادته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم قال ما انا بمغيثكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله مصرخي قال بمغيثي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى كفرت بما أشركتموني من قبل يقول عصيت الله فيكم * قوله تعالى (وادخل الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله تحيتهم فيها سلام قال الملائكة يسلمون عليهم في الجنة * قوله تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة شهادة ان لا إله إلا الله كشجرة طيبة وهو المؤمن أصلها ثابت يقول لا إله إلا الله ثابت في قول المؤمن وفرعها في السماء يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ومثل كلمة خبيثة وهي الشرك كشجرة خبيثة وهي الكافر اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يقول الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان له ولا يقبل الله مع الشرك عملا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر كيف ضرب الله مثلا الآية قال يعنى بالشجرة الطيبة المؤمن ويعنى بالأصل الثابت في الأرض وبالفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض ويتكلم فيبلغ عمله وقوله السماء وهو في الأرض تؤتى أكلها كل حين باذن ربها يقول يذكر الله كل ساعة من الليل والنهار وفى قوله ومثل كلمة خبيثة قال ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر يقول إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يعنى ان الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله تعالى فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء يقول ليس له عمل صالح في الدنيا ولا في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن انس في قوله كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت في الأرض وكذلك كان يقرؤها قال ذلك المؤمن ضرب مثله قال الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له أصلها ثابت قال أصل عمله ثابت في الأرض وفرعها في السماء قال ذكره في السماء
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست