وان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له فقال لامرأته اذهبي إلى أبى رومي فخذي لنا منه بدرهم طعاما حتى ييسره الله تعالى فقالت له انك لتبعثني إلى أبى رومي وهو من أفسق أهل المدينة فقال اذهبي فليس عليك منه باس إن شاء الله تعالى فانطلقت إليه فضربت عليه الباب فقال من هذا قالت فلانة قال ما كنت لنا بزوارة ففتح لها الباب فاخذها بكلام رفث ومد يده إليها فاخذها رعدة شديدة فقال لها ما شأنك قالت إن هذا عمل ما عملته قط قال أبو رومي ثكلت أبا رومي أمه هذا عمل عمله منذ هو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالي على أبى رومي عهد الله ان عاد لشئ من هذا أبدا فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع له المكان وقال له يا أبا رومي ما عملت البارحة فقال ما عسى ان أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت * وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم الا ارتكبه فلما غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال مرحبا بأبي رومي واخذ يوسع له المكان فقال يا أبا رومي ما عملت البارحة قال ما عسى ان أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال إن الله ينزل كل شئ يكون في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير الا الشقاء والسعادة فإنهما نابتان * وأخرج ابن جرير عن منصور رضي الله عنه قال سالت مجاهدا رضي الله عنه فقلت أرأيت دعاء أحدنا يقول اللهم ان كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم وان كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء فقال حسن ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم قال يعنى في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء فاما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال الا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران * وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبي وائل قال كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم ان كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وان كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول اللهم ان كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء وان كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن كعب رضي الله عنه انه قال لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة قال وما هي قال قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال يقول انسخ ما شئت واصنع في الآجال ما شئت وان شئت زدت فيها وان شئت نقصت وعنده أم الكتاب قال جملة الكتاب وعلمه يعنى بذلك ما ينسخ منه وما يثبت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وعنده أم الكتاب يقول وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال هي مثل قوله ما ننسخ من آية أو ننساها نأت بخير منها أو مثلها وقوله وعنده أم الكتاب أي جملة الكتاب وأصله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال يمحو الله ما يشاء مما ينزل على الأنبياء ويثبت ما يشاء مما ينزل على الأنبياء وعنده أم الكتاب لا يغير ولا يبدل * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه يمحو الله ما يشاء قال ينسخ وعنده أم الكتاب قال الذكر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو الله الآية بالآية وعنده أم الكتاب قال أصل الكتاب * وأخرج ابن أبي جرير وابن أبي حاتم عن الحسن
(٦٧)