الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٧٣
ابن أبي رواد رضي الله عنه قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ولفظ الحكيم لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية تلاها على أصحابه وفيهم شيخ ولفظ الحكيم فتى فقال يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا فوقع مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه فقال قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال نعم يقول الله عز وجل ولمن خاف مقام ربه جنتان ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد * وأخرج الحاكم من طريق حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان رضي الله عنه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي فيما أنبأني الملا الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف عذاب ربهم يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدأ فمؤونتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدأبون في الليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يقرؤن القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ليس لهم هم الا أمامهم أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسبلهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد قال الذهبي رضي الله عنه هذا حديث عجب منكر وأحسبه أدخل علي بن السماك رضي الله عنه يعنى شيخ الحاكم الذي حدثه به قال ولا وجه لذكره في هذا الكتاب يعنى المستدرك قال وحماد ضعيف ولكن لا يحتمل مثل هذا ومكحول مدلس وعياض لا يدرى من هو انتهى * قوله تعالى (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واستفتحوا قال للرسل كلها يقول استنصروا وفى قوله وخاب كل جبار عنيد قال معاند للحق مجانب له * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واستفتحوا قال استنصرت الرسل على قومها وخاب كل جبار عنيد يقول بعيد عن الحق معرض عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله عنيد قال هو الناكب عن الحق * واخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه قال يجمع الله الخلق في صعيد واحد يوم القيامة الجن والإنس والدواب والهوام فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذي جعل مع الله إلها آخر قال فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيت فيثورون فيها ثلثمائة عام قبل القضاء * وأخرج الترمذي وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعان ولسان ينطق فيقول انى وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به فيقول انى أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير نفس فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم واديا يقال له هبهب حق على الله ان يسكنه كل جبار * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله كل جبار عنيد قال الجبار العيار والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول مصر على الحنث لا تخفى شواكله * يا ويح كل مصر القلب جبار * قوله تعالى (ويسقى من ماء صديد) * أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست