الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٧٦
تؤتى أكلها كل حين قال يصعد عمله أول النهار وآخره ومثل كلمة خبيثة قال هذا الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار قال أعمالهم يحملون أوزارهم على ظهورهم * وأخرج ابن جرير عن عطية العوفي في قوله ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إليه ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة قال ذلك مثل الكافر لا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله كشجره طيبة إلى قوله تؤتى أكلها كل حين قال تجتمع ثمرتها كل حين وهذا مثل المؤمن يعمل كل حين وكل ساعة من النهار وكل ساعة من الليل وفى الشتاء وفى الصيف بطاعة الله قال وضرب الله مثل الكافر كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يقول ليس لها أصل ولا فرع وليست لها ثمرة وليست فيها منفعة كذلك الكافر ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولم يجعل الله تعالى فيه بركة ولا منفعة له * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال إن الله جعل طاعته نورا ومعصيته ظلمة ان الايمان في الدنيا هو النور يوم القيامة ثم انه لا خير في قول ولا عمل ليس له أصل ولا فرع وانه قد ضرب مثل الايمان فقال والكفر ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة إلى قوله وفرعها في السماء وانما هي الأمثال في الايمان والكفر فذكر ان العبد المؤمن المخلص هو الشجرة انما ثبت أصله في الأرض وبلغ فرعه في السماء ان الأصل الثابت الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له ثم إن الفرع هي الحسنة تم يصعد عمله أول النهار وآخره فهي تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ثم هي أربعة أعمال إذا جمعها العبد الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وخشيته وحبه وذكره إذا جمع ذلك فلا تضره الفتن * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور فقال أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا فركب بعضها إلى بعض أكان يبلغ السماء أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء تقول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد الله عشر مرات في دبر كل صلاة فذلك أصله في الأرض وفرعه في السماء * وأخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة حتى بلغ تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال هي النخلة ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة حتى بلغ ما لها من قرار قال هي الحنظلة * وأخرج عبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والرامهرمزي في الأمثال عن شعيب بن الحجاب رضي الله عنه قال كنا عند أنس فأتينا بطبق عليه رطب فقال أنس رضي الله عنه لأبي العالية رضي الله عنه كل يا أبا العالية فان هذا من الشجرة التي ذكر الله في كتابه ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ثابت أصلها قال هكذا قرأها يومئذ أنس قال الترمذي رضي الله عنه هذا الموقوف أصح * وأخرج أحمد وابن مردويه بسند جيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كشجرة طيبة قال هي التي لا ينقص ورقها هي النخلة * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة مثل الرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال عبد الله رضي الله عنه فوقع في نفسي انها النخلة فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم وثم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما لم يتكلما بشئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون أي شجرة هذه قالوا الله ورسوله أعلم قال هي النخلة قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقلت والذي انزل عليك الكتاب بالحق لقد وقع في نفسي انها النخلة ولكني كنت أصغر القوم لم أحب ان أتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما الشجرة الطيبة قال ابن عمر رضي الله عنهما فأردت ان أقول هي النخلة فمنعني مكان عمر فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة * وأخرج
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست