الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٦٢
تدلى إليهم فيأكلون ما شاؤوا ويجئ الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤوا ثم يطير * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة لو أن راكبا ركب حقة أو جذعة فأطاف بها ما بلغ ذلك الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك طوبى قال الله تعالى ورسوله اعلم قال طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها الا الله تعالى يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت قال أبو بكر رضي الله عنه ان ذلك الطير ناعم قال أنعم منه من يأكله وأنت منهم يا أبا بكر إن شاء الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلي والثمار منهدلة على أفواهها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السرى في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مغيث بن سمى رضي الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة ليس في الجنة دار الا يظلها غصن من أغصانها فيه من ألوان الثمر ويقع عليها طيرا مثال البخت فإذا اشتهى الرجل طيرا دعاه فيقع على خوانه فيأكل من إحدى جانبيه شواء والآخرة قديدا ثم يصير طائرا فيطير فيذهب * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال غبطة وحسن مآب قال حسن مرجع * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه وحسن مآب قال حسن منقلب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (كذلك أرسلناك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وهم يكفرون بالرحمن قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشا كتب في الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم فقالت قريش أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فقال أصحابه دعنا نقاتلهم قال لا ولكن اكتبوا كما يريدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال هذا لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا لا نكتب الرحمن وما ندري ما الرحمن وما نكتب الا باسمك اللهم فأنزل الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه واليه متاب قال توبتي * قوله تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية * أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان كما تقول فأرنا أشياخنا الأولى من الموتى نكلمهم وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد ضمتنا فنزلت ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عطية العوفي رضي الله عنه قال قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيى الموتى لقومه فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية إلى قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يتبين الذين آمنوا قالوا هل تروى هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الأرض أو كلم به الموتى فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى قبيس يا آل عبد مناف انى نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم فقالوا تزعم انك نبي يوحى إليك وأن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وان موسى عليه السلام سخر له البحر وان عيسى عليه السلام كان يحيى الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست