والحلية مثل زبد السيل وأما ما ينفع الناس من الماء فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء قال جمودا في الأرض قال فكذلك مثل الحق والباطل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال ابتغاء حلية الذهب والفضة أو متاع الصفر والحديد قال كما أوقد على الذهب والفضة والصفر والحديد فخلص خالصه كذلك بقى الحق لأهله فانتفعوا به * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عيينة رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها قال أنزل من السماء قرآنا فاحتمله عقول الرجال * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال الحياة والرزق * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال هي الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال قال لي شهر بن حوشب رضي الله عنه سوء الحساب أن لا يتجاوز له عن شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو الشيخ عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال قال لي إبراهيم النخعي رضي الله عنه يا فرقد أتدري ما سوء الحساب قلت لا قال هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شئ * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال سوء الحساب ان يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في الآية قال سوء الحساب المناقشة في الأعمال * قوله تعالى (أفمن يعلم انما أنزل إليك) الآية * اخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق قال هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه كمن هو أعمى قال عن الحق فلا يبصره ولا يعقله انما يتذكر أولو الألباب فبين من هم فقال الذين يوفون بعهد الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أولو الألباب يعنى من كان له لب أو عقل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال انما عاتب الله تعالى أولى الألباب لأنه يحبهم ووجدت ذلك في آية من كتاب الله تعالى انما يتذكر أولو الألباب * قوله تعالى (الذين يوفون بعهد الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فعليكم بالوفاء بالعهد ولا تنقضوا الميثاق فان الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة وذكره في بضع وعشرين آية نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكم وانما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له * قوله تعالى (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * أخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان البر والصلة ليخففان سوء العذاب يوم القيامة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل يعنى من ايمان بالنبيين وبالكتب كلها ويخشون ربهم يعنى يخافون في قطيعة ما أمر الله به ان يوصل ويخافون سوء الحساب يعنى شدة الحساب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين يصلون ما أمر الله بن ان يوصل قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اتقوا الله وصلوا الأرحام فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة وذكر لنا أن رجلا من خثعم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال أنت الذي تزعم انك رسول الله قال نعم قال فأي الأعمال أحب إلى الله قال الايمان بالله قال ثم ماذا قال صلة الرحم وكان عبد الله بن عمرو يقول إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيجه قوم اهتاج ولكن الحليم من قدر ثم عفا وان الوصول ليس من وصل ثم وصل فتلك مجازاة ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته * قوله تعالى (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله
(٥٦)