الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر في أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول طوبى لمن نزلك ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض فيقول قومي بعزتي ثم يطلع إلى عباده فيقول هل من مستغفر فاغفر له هل من داع فأجيبه حتى يصلى الفجر وذلك قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا يقول يشهده الله وملائكة الليل والنهار * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يمحو الله ما يشاء ويثبت الا الشقوة والسعادة والحياة والموت * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن الكلبي رضي الله عنه في الآية قال يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الاجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا قال أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رباب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ذلك كل ليلة القدر يرفع ويخفض ويرزق غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة فان ذلك لا يزول * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال له لأقرن عينيك بتفسيرها ولأقرن عين أمتي بعدي بتفسيرها الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر * وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم اما العشر من الأضحى فيوم النحر واما العشر من المحرم فيوم عاشوراء واما العشر من رجب ففيه يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ونسيت ما قال في ذي القعدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال وهو يطوف بالبيت اللهم ان كنت كتبت على شقاوة أو ذنبا فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما دعا بعد قط بهذه الدعوات الا وسع الله له في معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول لا إله الا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا وان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا على رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن السائب بن ملجان من أهل الشام وكان قد أدرك الصحابة رضي الله عنهم قال لما دخل عمر رضي الله عنه الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم فامر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته ان عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا وان عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة وأجملوا في طلب الدنيا فان الله قد تكفل بأرزاقكم وكل سيتم له عمله الذي كان عاملا استعينوا الله على أعمالكم فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله السلام عليكم قال البيهقي رضي الله عنه هذه خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من المحارم الا ارتكبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لئن رأيت أبا رومي في بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه
(٦٦)