الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٦٣
الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل والا فادع الله أن يحيى لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا والا فادع الله أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم انك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سرى عنه الوحي قال والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني ان أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فنزلت وما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون حتى قرأ ثلاث آيات ونزلت ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ان هذه الآية ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى مكية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية قال قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا الشام فانا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض اخرج به موتانا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم يقول لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت نبيا كما تزعم فباعد عن مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا انك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجئ في ليلة كما زعمت أنك فعلته فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل لله الامر جميعا لا يصنع من ذلك الا ما يشاء ولم يكن ليفعل * قوله تعالى (أفلم ييأس) * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ أفلم ييأس الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا فقيل له انها في المصحف أفلم ييأس فقال أظن الكتاب كتبها وهو ناعس * وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه انه كان يقرأ أفلم يتبين الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أفلم ييأس يقول يعلم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم بلغة بنى مالك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت مالك بن عوف يقول * لقد يئس الأقوام أنى أنا ابنه * وان كنت عن أرض العشيرة نائيا * وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح رضي الله عنه قال في قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم بلغة هوازن وأنشد قول مالك بن عوف النضري أقول لهم بالشعب إذ ييأسونني * ألم تعلموا انى ابن فارس زهدم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم الذين آمنوا * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أفلم ييأس الذين آمنوا قال ألم يعرف الذين آمنوا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه أفلم ييأس أفلم يعلم ومن الناس من يقرؤها أفلم يتبين وانما هو 7 كالاستنقاء أفلم يعقلوا ليعلموا ان الله يفعل ذلك لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون ان الله تعالى لو شاء فعل ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه أفلم ييأس الذين آمنوا قال قد يئس الذين آمنوا ان يهدوا ولو شاء الله لهدى الناس جميعا * قوله تعالى (ولا يزال) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه بن طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال السرايا * واخرج الطيالسي وابن
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست